كشف انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يوم الأربعاء الموافق 10 يوليو/ تموز 2024، عقب عملية عسكرية استمرت نحو أسبوعين، عن دمار هائل حوَّل الحي الذي كان ينبض بالحياة إلى أطلال خاوية.
ودمَّر الجيش الإسرائيلي مربعات سكنية بالكامل وجرف شوارع، واستهدف البنية التحتية في تلك المنطقة الجغرافية الشرقية بمدينة غزة.
وكان حي الشجاعية مَزاراً لسكان مدينة غزة، حيث يضم أكبر أسواق القطاع، وهو “سوق الشجاعية” الذي كان يجذب جميع السكان لشراء مشترياتهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.
لكن، وبعد العملية العسكرية الإسرائيلية، يخيم الخراب في جميع مناطق الشجاعية، فضلاً عن دمار في المساجد التي كانت مركزاً للروحانية والتجمع بين الفلسطينيين.
وفي الشوارع، توجد آثار واضحة للمعارك العنيفة التي دارت في المنطقة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي، حيث تتناثر آليات محترقة للجيش الإسرائيلي في أماكن متفرقة في الحي.
وفور سماع سكان الحي بانسحاب الجيش الإسرائيلي، هرعوا على الفور إلى مناطق سكنهم ليتفقدوا منازلهم ويعودوا إليها، لكنهم وجدوها أطلالاً خاوية بفعل عملية الجيش الإسرائيلي.
وقال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، في بيان: “بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من منطقة الشجاعية، نتحدث عن تدمير كبير للبنايات السكنية والمنازل، بالإضافة إلى البنية التحتية”.
وأضاف: “نكاد نجزم بأن المنطقة التي تواجد بها الاحتلال لا يوجد فيها بيت يصلح للحياة، بمعنى أنها أصبحت منطقة أشباح غير صالحة للسكن بعد تدمير كل شيء”.
وتابع: “وصلتنا مناشدات منذ دخول قوات الاحتلال إلى حي الشجاعية، لكننا لم نستطع الوصول جراء كثافة النيران الإسرائيلية”.
بدوره، يقول الفلسطيني أبو محمد حرب، الذي عاد إلى منزله في الحي: “خرجنا من الشجاعية ولا ندري أين نذهب، كل شيء تم استهدافه وباغتونا خلال توغلهم للحي”.
ويضيف أبو محمد: “عدنا اليوم إلى الحي ولم نجد منازلنا، كل شيء مدمّر وكل المنازل أصبحت تراباً، مسحوا كل شيء”.
ويُوضح أن “الاحتلال يريد تشريدنا وتهجيرنا وتخويفنا، لكننا لن نرحل ولن نستسلم ولن نركع، سنموت على أرض فلسطين”.
من جانبها، تقول الفلسطينية صابرين أبو عصر، للأناضول: “خرجنا من الشجاعية، ثم عدنا إلى منازلنا لنجد أن الاحتلال دمرها، ونحن الآن؛ أنا وأولادي الثمانية، بدون مأوى”.
وأفاد شهود عيان، بأن الجيش الإسرائيلي “انسحب من حي الشجاعية بعد أسبوعين من عمليته العسكرية، مخلفًا دمارًا هائلاً في المباني السكنية والبنية التحتية”.
وقال الشهود إن “مئات الفلسطينيين يشرعون بالعودة إلى حي الشجاعية ومحيطه لتفقد منازلهم وممتلكاتهم بعد انسحاب الجيش”.
وأشاروا إلى أن الجيش ترك آليات عسكرية مدمَّرة في حي الشجاعية الذي انسحب منه.
ونتجت عن العملية العسكرية الإسرائيلية، نزوح آلاف الأسر من حي الشجاعية إلى مناطق غربي مدينة غزة، بسبب الاستهدافات العنيفة من الجيش الإسرائيلي للحي، بحسب مراسل الأناضول.
وخلال العملية تصدَّت الفصائل الفلسطينية للآليات الإسرائيلية المتوغلة في الحي، حيث أعلنت كتائب “القسام” و”سرايا القدس”، الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، تدمير العديد من الآليات الإسرائيلية وقتل جنود.
وفي 27 يونيو/ حزيران، طالب الجيش الإسرائيلي، جميع السكان والنازحين الموجودين في مناطق شرقي مدينة غزة، بإخلائها، وسط قصف من الآليات والطائرات على المناطق السكنية.
وفي اليوم التالي، بدأ الجيش الإسرائيلي، عملية برية في حي الشجاعية، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على القطاع، التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.