كشف علماء آثار أمريكيون سبباً جديداً لاختفاء مدينة “كاهوكيا”، التي تعتبر إحدى أكبر مدن السكان الأصليين الأمريكيين، ناقضين بذلك النظريات القديمة حول أسباب اختفائها.
أصبحت كاهوكيا اليوم صحراء في ولاية إلينوي، بعدما كانت من أشهر المستوطنات الأمريكية، التي بُنيت عام 1050 ميلادية.
وكانت المدينة بمثابة مركز للحضارة الأمريكية الأصلية، والمعروفة باسم “ثقافة المسيسيبي”، الممتدة على طول نهر المسيسيبي، لكن بحلول عام 1400 أصبحت مهجورة تماماً.
ولطالما كان موضوع هجرة سكان كاهوكيا محاطاً بالغموض، وعزا بعض العلماء سبب زوال المدينة إلى الصراعات السياسية، واستغلال الأثرياء لكل الموارد على حساب الفقراء.
الجفاف قضى على الحياة
لكن في دراسة جديدة نشرت مضمونها صحيفة “نيوزويك”، أكد الباحثون أن الجفاف دفع السكان إلى الهجرة، بعدما ضربت محاصيلهم الزراعية على مدار عدد من المواسم.
وتوصلوا إلى هذه النتيجة بعد فحص عينات التربة من الموقع التاريخي لولاية تلال كاهوكيا، والذي يتكون من بقايا المدينة القديمة.
وتعاونت الباحثتان ناتالي مولر من “جامعة واشنطن”، وكيتلين رانكين من “المكتب الأمريكي لإدارة الأراض” مع مجموعة من العلماء لاستخراج ذرّات من الكربون من عينات التربة، وقارنوها بمناطق أخرى تعرضت للجفاق، إضافة إلى الكربون الناجم حالياً عن النباتات الشوكية في المدينة.
هجرة على مراحل
أظهر التحليل أن النباتات التي كانت تنمو في كاهوكيا هلكت بسبب العطش، ونمت بدلاً منهاً نباتات شوكية، نتيجة تحوّل جذري في أنواع النباتات، التي تنمو في المنطقة، ما يشير إلى أنها تأثرت بشكل كبير بفترة الجفاف الطويلة.
وخلصت الدراسة إلى أنّ الهجرة تمت على مراحل لأن مجتمع كاهوكيا كان متطوّراً، وفق منظور ذلك الزمان، وكان بإمكان أهله التوصل إلى طرق للحفاظ على ازدهار محاصيلهم طوال فترة الجفاف.