تزداد معاناة السكان في وادي الأردن، مع بدء فصل الشتاء نتيجة تفاقم أوضاع الطرق الرئيسة والفرعية، في ظل غياب شبه تام لمشاريع الصيانة والتأهيل منذ سنوات.
ويؤكد عدد من المواطنين، أن معظم الشوارع الداخلية في غالبية مناطق الوادي مدمرة وتشكل خطرا على مستخدميها، لافتين إلى أن الأوضاع تزداد سوءا كل عام مع بداية فصل الشتاء بسبب كثرة الحفر والمطبات وتجمعات المياه.
وبين المواطن محمد العجوري من سكان منطقة الجوفة بلواء الشونة الجنوبية أن غالبية الطرق مدمرة بالفعل وتشكل تهديدا للسلامة العامة، لافتا إلى أن وجود الكثير من الحفر والمطبات يسبب معاناة حقيقية للأهالي خصوصا مع هطل الأمطار وتحول العديد من الطرق إلى برك من الطين والوحل ويصبح السير عليها شبه مستحيل.
ويشير إلى أن بعض الطرق تصبح خارج الخدمة، لكثرة الحفر والمطبات التي تفاقم أوضاعها مع بدء فصل الشتاء وغياب الصيانة الدورية، موضحا أن غياب مشاريع الصيانة والتأهيل منذ سنوات أسهم في تردي بنية الطرق بشكل كامل.
ويقول المواطن محمد العدوان “معظم طرق لواء الشونة الجنوبية الداخلية في مختلف البلدات مهترئة سواء بسبب العوامل الطبيعية أو بسبب عبث البعض من خلال حفر الشوارع، ما أدى إلى تدميرها على مدى السنوات الماضية”.
وأضاف أن من المفترض أن يتم متابعة هذه الأضرار التي باتت تشكل قلقا للأهالي بشكل دوري وإجراء الصيانة اللازمة لها للحفاظ على سلامة بنيتها إلا أن البلدية لم تقم بذلك بحجة عدم وجود مخصصات.
ويبين محمد الجعارات من منطقة سويمة، أن غالبية الطرق الداخلية بحاجة لصيانة فورية، إذ لا يخلو أي طريق منها من الحفر الكبيرة التي تشكل خطرا على السلامة المرورية، موضحا أن اتساع الحفر والمطبات مع هطل الأمطار يزيد من المخاطر سواء على سائقي المركبات أو على المشاة.
ويلفت إلى أن استمرار هذه المشكلة يزيد من الأعباء على الأهالي نتيجة الأضرار التي تلحق بالمركبات خاصة وأن غالبية السكان من ذوي الدخل المحدود، مؤكداً أن غياب مشاريع الصيانة فاقم من حجم المشكلة، إذ أن عدم صيانة الحفر يؤدي إلى اتساعها وتآكلها حتى وصل الحال إلى أن معظم الطرق تقلصت سعتها نتيجة تآكل أطاريفها.
ويؤكد رائد العبادي من لواء ديرعلا أن غالبية الطرق الخارجية والداخلية الرئيسة بمسرب واحد دون أرصفة وأطاریف حمایة للمشاة، ما يزيد من خطورتها على المارة والمركبات، مضيفا أن أمطار الشتاء تفاقم من أوضاع الحفر التي تشكل مصائد خطيرة لمستخدمي الطريق وأحد أهم أسباب حوادث السير المميتة.
ويشخص المشكلة قائلا، “غالبية مناطق وادي الأردن تفتقر لبنية تحتية لتصريف مياه الأمطار، الأمر الذي يتسبب عادة بتشكل المستنقعات والتي تبقى لفترات طويلة أو جريانها والذي يتسبب بتآكل أطراف الطرق وتدمير بنيتها”.
وزاد، “رغم المناشدات المتكررة بضرورة صيانة هذه الطرق إلا أننا لم نجد استجابة من البلديات والجهات المعنية”.
ويشدد المواطنون على ضرورة تنفيذ مشاريع صيانة وتأهيل لكافة الطرق للحفاظ على سلامة المواطن والحد من الأضرار التي تلحق بهم، خاصة وأن بعض الطرق تحتاج إلى إعادة تعبيد بالكامل، وبعضها الآخر إلى عمليات صيانة.
ويعزو عدد من رؤساء البلديات تردي أوضاع الطرق إلى عدم وجود مخصصات كافية لطرح عطاءات صيانة وتعبيد، خاصة وأنه يوجد مساحات كبيرة من الطرق الفرعية والرئيسة.
من جانبه، يوضح رئيس بلدية الشونة الوسطى أحمد العدوان أن البلدية تعمل حاليا على تنفيذ مشروع فتح وتعبيد وصيانة عدد من الطرق بكلفة 635 ألف دينار، مضيفا أن العمل يستهدف الطرق الأكثر حاجة والطرق ذات الأولوية.
ويشير إلى أن البلدية وضعت خطة لمواجهة فصل الشتاء والحد من الأضرار التي قد تشكلها السيول ومجاري الأودية على السكان من خلال تنظيفها ووضع عبارات صندوقية وأنبوبية في بعض المناطق، إضافة إلى طرح عطاء لإنشاء قنوات لتصريف مياه الأمطار في منطقة الروضة، لافتا إلى أن البلدية تعمل جاهدة للنهوض بالواقع الخدمي باللواء وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بشكل مستمر.
وبين أن اتساع المنطقة جغرافيا وعدم توفر المخصصات اللازمة ساهما في تلف بعض الشوارع وانتشار الحفر في بعض المناطق، إلا أن أعمال الصيانة مستمرة حسب المخصصات المتوفرة، لافتا إلى أن تعبيد كافة الطرق الفرعية والرئيسة يحتاج إلى مخصصات ضخمة لا يمكن تأمينها بشكل كامل وفي آن واحد، خصوصا في ظل قلة الإيرادات الذاتية وارتفاع النفقات