حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “أونروا”، فيليب لازاريني، الثلاثاء، من أن تمويل الوكالة سينفد بعد نهاية آب/أغسطس.
وأضاف لازاريني، أن هناك انهيارا شبه كامل للقانون والنظام في قطاع غزة مما يؤثر على توصيل المساعدات، حيث إنّ توصيل المساعدات إلى غزة أصبح “أكثر تعقيدا”.
وأشار إلى أن 10 أطفال بالمعدّل يفقدون ساقا أو ساقين في غزة يوميا، موضحا أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدي أو أذرعا.
وخلص تقييم مدعوم من الأمم المتحدة الثلاثاء، إلى أن نحو نصف مليون شخص يعانون من الجوع “الكارثي” في غزة.
وبينما لم تتحقق التحذيرات الصادرة في آذار/مارس من مجاعة وشيكة في شمال القطاع الفلسطيني، إلا أن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” أفاد بأنه ما زال 495 ألف شخص، أي قرابة 22% من سكان غزة وفق الأمم المتحدة، يعانون من “مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وأشار التقييم إلى إن خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة طالما استمر القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وذكر أن زيادة عمليات توصيل الطعام والخدمات الغذائية إلى شمال قطاع غزة خلال شهري آذار ونيسان بدت أنها خففت حدة الجوع في المنطقة التي توقعت المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها.
وأضاف التقييم أن الهجوم الإسرائيلي في محيط مدينة رفح بجنوب القطاع منذ أوائل أيار والأعمال القتالية الأخرى والنزوح، كل هذا أدى إلى تجدد التدهور في الأسابيع القليلة الماضية.
وورد في التقييم “تتضاءل باستمرار مساحة العمل المتاحة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والقدرة على تقديم المساعدات بأمان للسكان مع تردي الأوضاع الحالية وعدم استقرارها إلى حد كبير”.
وتسبب هجوم رفح في إغلاق المعبر على حدود غزة مع مصر، والذي كان طريقا رئيسيا لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى، إضافة إلى كونه نقطة إجلاء للمدنيين المبتلين بأمراض خطيرة أو المصابين.
وقال التقييم إن هذا العامل، إلى جانب الاضطرابات عند معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي القريب، قللا من وصول المساعدات الإنسانية إلى زهاء مليوني شخص في جنوب غزة.
وأضاف أن النزوح داخل غزة لمناطق فيها مياه أقل وخدمات صحية أقل “يزيد من خطر تفشي الأمراض التي سيكون لها آثار كارثية على الحالة الغذائية والصحية لشرائح كبيرة من السكان”.
أكثر من مليون شخص أمام الموت والجوع
يشار إلى أن تقريراً صادراً عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي، كان توقع أوائل يونيو الجاري، أن يواجه أكثر من مليون شخص في غزة الموت والجوع بحلول منتصف يوليو القادم إذا لم تتوقف الحرب.
وأورد التقرير الخاص ببؤر الجوع الساخنة في العالم حينها، أنه ما لم تنته الأعمال العدائية، وتُمنح الوكالات الإنسانية حق الوصول الكامل للمناطق المتضررة، وتُستعاد الخدمات الأساسية، فمن المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص – نصف سكان غزة – الموت والجوع المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي بحلول منتصف يوليو.
كما حذر التقرير أيضا من التداعيات الإقليمية الأوسع للأزمة والتي قال إنها تهدد بتفاقم احتياجات الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل في لبنان وسوريا.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت أدت إلى زيادة الضغط بالفعل على المنظومات الصحية الهشة بالفعل في الدول المجاورة.
في حين تدخل مساعدات بكميات قليلة إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) وبدعم عدد من المنظمات والشركات والمؤسسات، ومنها بايوس والإغاثة الإسلامية عبر العالم والجمعية الكويتية للإغاثة وجمعية الإمداد وتآلف الخير وجمعية الإغاثة الطبية العربية وغيرها.