أبرم جوليان أسانغ، مؤسّس موقع ويكيليكس، اتّفاقاً مع القضاء الأمريكي، يقضي باعترافه بذنبه بالتّهم الموجّهة إليه في قضية فضح أسرار عسكرية، وذلك مقابل إطلاق سراحه، لينتهي بذلك مسلسل قانوني استمرّ سنوات طويلة، وفقاً لوثائق قضائية نُشرت مساء الاثنين.
وبموجب الاتّفاق فإنّ أسانغ، الذي كان محتجزا في بريطانيا، سيعترف بذنبه بتهمة “التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلّق بالدفاع الوطني والكشف عنها”، وذلك لدى مثوله أمام محكمة فدرالية في جزر ماريانا، المنطقة الأمريكية الواقعة في المحيط الهادئ.
ومن المقرّر أن يمثل أسانغ صباح الأربعاء أمام المحكمة، بحسب الوثائق القضائية التي نُشرت.
وبحسب “ويكيليكس” فقد غادر أسانغ بريطانيا جوا دون ذكر وجهته، لكن الاتفاق مع الأمريكيين سيسمح له بالعودة إلى بلده أستراليا.
وبموجب الاتّفاق سيُحكم على أسانغ بالسجن لمدة 62 شهراً، وبالنظر إلى أنّه قضى هذه المدّة قيد الحبس الاحتياطي في لندن فسيتمكّن من استعادة حريته في الحال والعودة إلى وطنه أستراليا.
وسارعت أستراليا إلى الترحيب بهذه النهاية لمسلسل استمرت فصوله 14 سنة.
وقال متحدّث باسم الحكومة الأسترالية إنّ رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي “كان واضحاً: لقد قال إنّ قضية أسانغ طال أمدها لفترة طويلة جداً وليس هناك ما يمكن كسبه من استمرار سجنه”.
وأضاف أنّ الحكومة الأسترالية تقدّم المساعدة القنصلية لمواطنها.
وقال الموقع إن الإفراج عن أسانغ، هو نتيجة لحملة عالمية شملت منظمين على مستوى القاعدة الشعبية، وناشطين في مجال حرية الصحافة، ومشرعين، وقادة من مختلف الأطياف السياسية، وصولاً إلى الأمم المتحدة.
وقد خلق هذا المجال لفترة طويلة من المفاوضات مع وزارة العدل الأمريكية، ما أدى إلى التوصل إلى اتفاق لم يتم الانتهاء منه رسميًا بعد، بحسب منشور على منصة إكس.
وبعد أكثر من خمس سنوات في زنزانة مساحتها 2×3 متر، معزولة لمدة 23 ساعة يوميا، سيجتمع قريبا مع زوجته ستيلا وأطفالهما، الذين لم يعرفوا والدهم إلا من وراء القضبان.
ونشرت ويكيليكس قصصًا رائدة عن الفساد الحكومي وانتهاكات حقوق الإنسان، وحمّلت أصحاب النفوذ المسؤولية عن أفعالهم. بصفته رئيس التحرير، دفع جوليان ثمنًا باهظًا مقابل هذه المبادئ، ومن أجل حق الناس في المعرفة، بحسب بيان الموقع.