بقلم: د. حازم قشوع
عندما قام اخناتون لتغيير المذهب من “اموني باطني” الى “أتوني ظاهري” عارضه من عارضه من قومه لكنه استطاع في النهاية من تكوين ثقافة مجتمع جديدة بعدما نجح بإحداث تغيير منهجي تقوم علية مذهبية “أتون” المشتق اسمه منها والتى تعتمد على طاقة النور الباعثة للحياة وإشعاع الضياء الساقط بالدلالة المعرفة التي تقوم عليها معادلة طاقة الخلود حيث تضيء الظلام فتعيد الحياة الأبديه للنفس البشرية من جديد،… وهو ما جعل من الأمونيين يعارضوه كونه جاء برسالة تعريف احدثت ثوره فكريه فى حينها عند قومه منهم مؤمنين بالمذهب الأموني الباطني الذي يقول إن الله لا يمكن رؤيته أو معرفة اسمه، وكانوا يرمزون لصفاته العليا بسمات كما لصفاته الكونية دلالات معنونة بعنوان “الصقر” الذى ترى ما لا يمكن للعين أن تراه عندما تسمو سمو المجد وتطوف لحماية المجتمع من شرور الأفاعي، و لان الصقر هو حرف الألف بالدلالة المعرفية فلا أحد قبله و لا أحد بعده، كما ان الصقر ليس له جفون داخليه، والله لا يخفى عن رؤياه “بر و شر” وهو يعيش دائما في سمو كما مجد لله في الأعالي، الأمر الذي جعل من الصقر يشكل حالة ورمزيه عندهم برمزية صقر حورس الى ان انتقل من حيث الثقافة المصرية إلى صقر قريش فى باطن الحضارة العربية.
لتعود من جديد هذه الرمزية لتشكل دلالة وسمه للأندلس بعد أن استطاع عبدالرحمن الداخل تحقيق حالة جديدة للدولة الأموية شكلت لدى الأمويين وأنصارهم فى الشام والحجاز مكانا لإعادة التموضع ومركزا لتشييد الحضارة العربيه بكل ما تحويه من علوم وآداب، لكن بطريقة ليبرالية أطلقت العنان للفكر والحريات وجعلت من الأندلس تصبح مركزا للإبداع العلمي والابتكار المعرفي لتنافس بغداد المنصور على مكانتها حتى أضحت عنوانا للصناعة المعرفية من وحى المذهبية الصوفية تقوم على استخدم قوة الصوت ببناء أوامر فجرية، وتقوم على تشييد الانجاز تلو الانجاز فى كل مساق علمي أو منهاج أدبي، هو ما جعلها تعيد تشكيل التاريخ الذى يقوم عليه الصقر بثقافة الموروث الحضاري التليد.
صقر حورس الذى اعتبر رمزا للعدل والقوة عند المصريين اتخذوه برمزية قدسية باعتباره يجمع خصال نادرة فهو قادر لرؤية 10 كم من محتوى محيطه لذلك يعتبر الرقيب وهو يسمو فوق الجميع كونه يستطيع الارتفاع لمسافة كيلو متر كما أنه قادر على تحقيق العدالة السريعة كونه قادر على قتل الافعى رمزية الشر بومضة عين نتيجة سرعته التى تصل 300 كم/الساعة، وهو ما جعل من الصقر يجسد للمصريين عين حورس الأبدية التى تاتى من شعاع الضياء لتحقيق العدالة للقضاء على شر الافاعي الذى تحركها فئة من البشرية.
تلك هى الصفات التى جعلت من “حج جاز” المعروفة بالحجاز والتى تعنى “المتجه للنور” تشكل لدى الجميع دلالة ورمزية منذ سيدنا إدريس الذي قام بتشييد البيت من قبل الطوفان، إلى سيدنا إبراهيم الذي قام ببناء أوتاده فيما بعد، إلى أن قام المصطفى عليه السلام بوضع الحجر في مكانه ليطلق من جديد صقر قريش ويسمو بسمو صقر حورس حيث ينطلق شعاع النور الى المجد وتنتقل الحجاز من مكانه الحاجب الى منزله الباعث ما بين باب بكة إلى عنوان منزلة مكة من حيث نقطة مركزية أصبحت فيها مكة وما زالت نقطة الجذب الرئيسية للمتوجهين للنور والمتهجين إليه في “حج جاز” البيت حيث مكة البلد الأمين.
ولان اسم صقر قريش اقترن بالشريف حسين و بطائرة الحسين كما بابي الحسين والحسين عبر سلالة هاشمية متصلة حطت من البلد الأمين الى البلد القويم بدلالة المعنى والسمو حيث أردن الخير، فإن مسيرة الهاشميين تدل على رمزية رسالتهم التى انتقلت من صقر حورس الى صقر قريش فى بكة لتعود من جديد لبعث رسالة النور، فتحول يثرب المدينة المنورة وتحول بكه الى مكه المكرمه وتحط رحالها في شام العرب والتاريخ ومن ثم الى حيث الأندلس بدلالة المجد … وتضع ما تحمل من أنوار الى الاردن حيث ينتقل الإرث المجيد الذي تحمله رسالة بنى هاشم الاطهار الى عرين دوحتها برسالة متصلة يحملها الملك المعزز وولي عهد الأمين ليقدموا خلالها شعاع من نور متواصل، ومازالوا يقدمون للبشرية بما يحملونه من قيم إنسانية، فليغمد سيف بني هاشم بسلام …….. “أضحى مبارك”