يحتفل شعبنا “العربي الأردني” اليوم بعيد جلوس “سيدنا” الملك عبدالله الثاني بن الحسين على “العرش الهاشمي الأردني العربي”، وفي هذه التسمية عمق قائد عربي يمتد بنسبه حتى أشرف الخلق، النبي العربي القرشي الهاشمي، محمد صلى الله عليه وسلم، وعمق لشعب نقيُّ العروبة ممن كرّمهم الله بأمانة الرسالة.
كثيرون أولئك الذين راهنوا على “أيام سوداء” للأردن والأردنيين في كثير من المحطات، وعلى صدى كثير من الزلازل والمطبات التي أطاحت ببلدان وأغرقت شعوباً بالدم والويلات، لكن هيهات هيهات، ففي الأردن قيادة حكيمة، وشعب منتمٍ لأرض يؤمن بأنها الأطهر، وموالٍ لقيادة يؤمن بشرعيتها الدينية والتاريخية منذ فجر “ثورة الشريف الحسين”، فكانت كل الرياح العاتية فرصة وراء فرصة ليتعمق وجود هذا البلد في الأرض، وليزهوا شعبه ببلد أقوى، وبقيادةٍ أكثر نبلا.
نعم، خمسة وعشرون عاماً من حكم جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن يكبر أكثر، ويشتد زنده أكثر، ويقوى أكثر وأكثر، فأصبح لدينا جيش يملك من القوة ما يحمي فيه الأرض والعرض، وأجهزة أمنية لم تترك “خرم إبرة” لحاقد يمكن أن يهز جبهتنا الداخلية، ومؤسسات قادرة أن تُبحر بالبلاد في “عباب” التطور والتقدم حتى ترسوا على شواطيء الحضارة بكل أشكالها وفي كافة القطاعات، وفوق هذا وذاك، فإن في “المملكة” شعب يملك من الأمل والطموح والثقة الاعتداد بـ “البلد” مما يجعله يشعر دوماً بأنه في مصاف أكثر شعوب الأرض تطوراً وحضارة وتعلُّقاً بالأرض.
في عهد عبدالله الثاني بن الحسين، مرت 25 سنة كان فيها الملك الأقرب إلى نبض الناس، فاستلهم من آمالهم وأحلامهم أهم القرارات، فكان من بينها، وبالأمس القريب، قرار بتطوير الحياة السياسية بما يحقق آمال “الكبار” ويحاكي أحلام “الشباب”، فأصبح طريق المستقبل واضحاً، فالشباب المتسلح بالعلم والمعرفة والانتماء “المُحِب”، عماده الأول، وقدم الملك، نجله وفلذة كبده وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، للشباب “أخاً” ليكون معهم في رحلة البناء للمستقبل حاملاً فكر ونهج و”قلب” الوالد الملك المُعَزِّز، فالقائد من يُلقي على المستقبل نظرة “بعيدة” فيرسم للجيل القادم خارطة طريق ويضعهم على أول الطريق متسلّحين بالأمل ليبقى الوطن إلى ما شاء الله للدنيا من “حياة”، وهذا ما بدأه جلالة الملك قبل أن يفكر أحد بـ “الغد”.
وإذ ننهي اليوم مع “أبو الحسين” خمسةً وعشرين عاماً من القيادة الحكيمة، فإننا نضرع إلى الله عز وجل أن نحتفل معه باليوبيل الذهبي وقد أمدّه الله بالصحة والقوة، فلم يغرس “قائدنا” في نفوسنا إلا محبة أكثر، وولاء أعمق، فكم كنا من الفخر بمكان ونحن نراه على منصات كل الدنيا، مقاتلاً شرساً عن فلسطين الحبيبة، وكم رفعنا رؤوسنا ونحن نراه محلقاً مع نسور الأردن وهو يمد العون لأهل غزة، وكم نفتخر ونحن نرى كل ذلك الاحترام لـ “سيدنا” في كل بقعة من بقاع العالم يحط فيها.
حماك الله مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأمد بعمرك لتبقى دوماً عوناً للأردن وفلسطين وللعرب، ولكل البشرية.