بقلم : العنود عبدالله الطلافيح
على أرض المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يلتقي التاريخ بالعزة، يقف الزمن شاهداً على مسيرة ربع قرن من القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ، يحتفل الوطن باليوبيل الفضي وعيد الجيش في آن واحد، كأنما يتراقص الزمان في تناغم يليق بعظمة المكان والإنسان.
في صباحٍ من صباحات الوطن النديّة، قبل خمس وعشرين عاماً، بدأ فصلٌ جديد في حكاية الأردن، فصل كتبه صاحب الجلالة بمداد الحب والانتماء. منذ ذلك اليوم، والأردن يزهر بفضل رؤيته الثاقبة وقيادته الملهمة. خمس وعشرون عاماً، تجلّت فيها حكايات النجاح والتقدم، خمس وعشرون عاماً من التضحيات والإنجازات التي لا تُحصى.
يا لها من رحلة، تلك التي قادها صاحب الجلالة! من بين ثنايا الأيام، نُسجت حكايات البنيان والإنسان، ارتسمت على وجه الوطن ملامح النهضة والتطور. كلماته كانت دائماً مصدر إلهامٍ، كما قال يوماً: “الأردن للأردنيين جميعاً، ولابد أن نحافظ على وحدتنا الوطنية ونمضي قدماً نحو مستقبل أفضل.”
وفي قلب هذه الاحتفالات، ينبض عيد الجيش بروح الفداء والعزة. الجيش الأردني، الذي لطالما كان الدرع الحصين للوطن، يُحيي اليوم ذكرى تأسيسه بكل فخر. كيف لا، وهو الذي كتب بدمائه صفحات المجد والشرف، حامياً للأرض والعرض.
عندما نتحدث عن الجيش، نتحدث عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عن قلوب نابضة بحب الوطن، وأيادٍ تمتد بالعطاء والتضحية. لقد أثبت الجيش الأردني على مر السنين أنه ليس فقط حامياً للأمن، بل شريكاً أساسياً في التنمية والبناء، كما قال جلالة الملك في إحدى خطاباته: “جيشنا الباسل هو عماد وطننا وحامي مكتسباته.”
وفي ضوء هذه الإنجازات، تشرق رؤية ولي العهد الشاب، الذي أطل في مقابلته الأخيرة برؤية عميقة وتطلعات واعدة. تحدث عن الشباب، عماد المستقبل، وأكد على دورهم الحيوي في استكمال مسيرة البناء. “الشباب هم طاقة الأمة، وأملها في المستقبل”، هكذا عبّر ولي العهد، ملقياً الضوء على أهمية تمكينهم وتوفير الفرص لهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
رؤية ولي العهد لم تكن مجرد كلمات، بل هي خطة عمل متكاملة تهدف إلى مواجهة التحديات والعبور بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة. من خلال الابتكار والإبداع، يعزز الاقتصاد الوطني، ويحقق التنمية المستدامة، ليبقى الأردن دائماً وأبداً واحة للأمان والازدهار.
وهكذا، بينما نحتفل باليوبيل الفضي وعيد الجيش، نحتفل أيضاً بمستقبل مشرق ينتظرنا. المستقبل الذي رسمت معالمه رؤية قائد عظيم وولي عهد طموح، يتكاتفان مع أبناء هذا الوطن لتحقيق المزيد من الإنجازات. في حضرة المجد، تتعانق الأيام وتحتفي الأرض بإنجازات خمس وعشرين عاماً، لتعلن للعالم أن الأردن سيبقى دائماً وأبداً، أرض العزة والكرامة، وطن المجد والأمان.