رغم أن موجة الحر التي تتأثر بها مناطق الأغوار الحقت أضرارا طفيفة ببعض الأشجار المثمرة والزراعات الصيفية، وتحديد تلك التي لم ترو جيدا، لم يستبعد مزارعون من أن الضرر الأكبر سيلحق بالإنتاج لاحقا، خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على جودة الثمار.
وتجاوزت درجات الحرارة في مناطق الأغوار أمس، حاجز الـ 45 درجة مئوية، بزيادة قدرها 10 درجات عن معدلها العام لمثل هذا الوقت من السنة، ودفعت الحرارة معظم المواطنين إلى التزام منازلهم، خاصة خلال ساعات الظهيرة، خوفا من التعرض لضربات الشمس ما تسبب في ارتفاع الأحمال على الشبكات الكهربائية نتيجة الاستجرار الزائد للتيار الكهربائي وزيادة الطلب على المياه.
وبحسب مزارعين، فإن علامات الذبول والاحتراق ظهرت على أوراق الموز والحمضيات، مشيرين إلى أن الضرر الاكبر سيلحق بالانتاج لاحقا خصوصا وأن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على جودة الثمار.
ويؤكد المزارع محمد العدوان أن بعض مزارع الموز تضررت نتيجة موجة الحر، إذ ظهرت علامات الذبول والجفاف على الأوراق والثمار، موضحا أن تقييم الأضرار يحتاج إلى يوم أو يومين لأن الإصابات تحتاج لفترة حتى تظهر بشكل واضح.
ويضيف أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى سرعة تبخر المياه مما يؤدي إلى احتراق الأوراق الغضة والطرية في الأشجار خاصة أشتال الموز وأشجار الحمضيات، لافتا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة لأعلى من 45 درجة مئوية يحتاج جهدا وعملا متواصلا من المزارعين للحد من الأضرار التي قد تلحق بالمحاصيل كالري خلال ساعات الليل وبشكل متواصل.
ويؤكد مدير مديرية الصيانة والتشغيل بالأغوار الوسطى في سلطة وادي الأردن المهندس مأمون الخرابشة، أن السلطة على تواصل مستمر مع المزارعين للوقوف على احتياجاتهم المائية مع دخول موجة الحر، موضحا أن زيادة ساعات الري خلال موجات الحر أمر بات عرفا في الوادي تنتهجه السلطة للحد من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على المزروعات.
ودعت مديرية زراعة وادي الأردن المزارعين ومربي الثروة الحيوانية إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الحالة الجوية السائدة وذلك للتقليل من آثارها على المزروعات والثروة الحيوانية.
وينوه مدير زراعة وادي الأردن المهندس ياسين العدوان الى أن مثل هذه الموجات غالبا ما تتعرض لها مناطق وادي الأردن خلال فصل الصيف وغالبا ما تستمر حتى منتصف أيلول، قائلا “لم نبلغ عن أي أضرار نتيجة موجة الحر”.
ويشير إلى أن بعض المزروعات كالموز والحمضيات والزراعات المكشوفة تكون أكثر عرضة لضربات الشمس خاصة التي لم يتم ريها حسب التعليمات والإرشادات والنصائح، داعيا المزارعين بالقيام بري مزروعاتهم باستمرار وتركيز الري خلال ساعات الليل والصباح الباكر واتخاذ الاحتياطات اللازمة التي من شأنها الحد من أضرار موجة الحر، كالتوقف عن التسميد ورش المبيدات الكيماوية وتأخيرها لحين انحسار الموجة.
ويشدد العدوان على ضرورة تضليل الماشية وخلايا النحل وتوفير المياه الكافية لها وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة، ورش اسقف الحظائر وما حولها بالمياه ووضع قطع ثلجية بالمشارب الخاصة بالدواجن، ووضع مراوح لتهوية المزارع تلافيا لحدوث أي اضرار.
وكانت درجات الحرارة قد سجلت 48 درجة مئوية في الأغوار الوسطى بحسب موقع طقس العرب، والذي توقع ان تستمر الأجواء الحارة حتى نهاية الأسبوع.
ويبين رئيس جمعية التمور التعاونية الزراعية رائد الصعايدة أن هذه الفترة مهمة جدا بالنسبة لمزارعي النخيل بكافة أصنافه، كون ارتفاع درجات الحرارة يسهم في تبكير الإنتاج ووصوله الى الحجم المطلوب، مثمنا تعاون سلطة وادي الأردن على جهودها في محاولة توفير كميات مياه ري كافية للمزارعين.
بدوره، دعا مدير مستشفى الشونة الجنوبية الدكتور محمد العرمان المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة خلال موجة الحر كعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس تفاديا لخطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري والإكثار من شرب السوائل وعدم الاعتماد على الإحساس بالظمأ من أجل الشرب، وعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر لأنها تؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، وارتداء أغطية الرأس الواقية والقبعات، وأخذ قسط من الراحة وخصوصاً الأشخاص العاملين في القطاعات الإنشائية أو الزراعية ومربي المواشي والذين تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
وأكد على ضرورة مراقبة الأطفال وعدم السماح لهم بالخروج من المنزل في الأجواء الحارة وضرورة مراجعة اقرب مستشفى أو مركز صحي عند الاشتباه بحدوث ضربة شمس، موضحا أن أعراض ضربة الشمس تتمثل في احمرار الجلد وجفافه وسخونته والتعب والإرهاق وتسارع ضربات القلب والدوخان.
من جانبه يبين المدير التنفيذي لشركة توزيع كهرباء وادي الأردن والشرقية المهندس مروان خريسات أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى زيادة الأحمال بشكل كبير، موضحا أن موجة الحر عادة ما تسهم بزيادة الاستهلاك وزيادة حالات الاعتداءات والاستجرار غير المشروع بشكل ملحوظ، ما يؤدي الى تضاعف الأحمال على الشبكات والمحولات الأمر الذي قد يتسبب بانقطاعات متكررة.
يذكر ان حالات احتراق أوراق النباتات تعتبر علميا ظاهرة فسيولوجية، تظهر نتيجة لعوامل بيئية غير ملائمة، مثل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والرياح الجافة القوية، ونقص في رطوبة التربة. تتجلى هذه الظاهرة عادة في أشهر الصيف، خاصة تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، حيث تظهر تغييرات في لون الأنسجة الورقية على أطراف الأوراق وبين عروق الشجرة. تكون الأوراق هي الجزء الأكثر تأثرا، وفي الحالات الشديدة، قد تتحول الأوراق بأكملها إلى اللون البني وتسقط. تعتبر الأشجار الصغيرة هي الأكثر عرضة للإصابة بحالات احتراق الأوراق مقارنة بالأشجار التي تنمو بشكل صحي وقوي.