يشهد سوق الاضاحي في محافظة الكرك قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، ركودا وغيابا شبه تام لما يعرف بعمليات “حجز وتسمية الأضحية”، التي تنشط عادة قبل قدوم العيد.
ويرجع ضعف الإقبال حتى الآن على حجز أو شراء أضحية، إلى ارتفاع الأسعار هذا الموسم، وهو ما قد يحرم أسرا كثيرة وخاصة من ذوي الدخل المحدود من ممارسة أحد الشعائر الدينية هذا العيد.
ويشير سكان إلى أن ارتفاع الأسعار يمنع ممارسة أهم الشعائر الدينية بالعيد الذي يعتبر فرحة للصغار والكبار.
وقال مواطنون إن أسعار الأضاحي في محافظة الكرك تشهد ارتفاعا كبيرا، رغم أن محافظة الكرك من المحافظات التي يتوفر فيها أعداد كبيرة من المواشي، وتعتبر تربية الأغنام مهنة لغالبية سكان القرى والبلدات، الأمر الذي يفرض بأن تكون الأسعار أقل مما هي عليه حاليا.
وأكدوا أن هذا الارتفاع يجبر المواطنين على العزوف عن شراء الأضاحي لعيد الأضحى، وهو الأمر الذي تكرر خلال السنوات الأخيرة.
ويقدر تجار المواشي أن يصل سعر كيلو الخروف البلدي إلى 6 دنانير مقارنة بحوالي 4 دنانير ونصف العام الماضي، في حين يتوقع أن يصل سعر الخروف المستورد إلى 4 دنانير ونصف الدينار.
وأشار أمجد الحمايدة من سكان بلدة القصر إلى أن ارتفاع أسعار الأضاحي سيمنع الكثير من الأسر عن شراء أضحية، مشددا على ضرورة تدخل الجهات المعنية لوقف الارتفاع الجنوني للأسعار وإعادتها إلى طبيعتها، مؤكدا أن حالة الركود التي يشهدها سوق الأضاحي دليل على غياب القدرة لدى المواطنين على شراء الأضاحي بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
ولفت إلى أنه حتى الأضاحي المستوردة، باتت غير متاحة، وليس بمقدور المواطنين شراؤها لارتفاع أسعارها هي الأخرى.
وأشار إلى أهمية مراقبة الحظائر صحيا حرصا على سلامة المواشي، والتي قد يتواجد في بعضها أمراض قد لا تجيزها كأضحية، ناهيك عن أي أمراض أخرى يستوجب فحصها بيطريا قبل الذبح.
وكان مساعد الأمين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة المهندس مصباح الطراونة أكد في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي استقرار أسعار الأضاحي هذا العام.
وتوقع أن تتراوح أسعار الأضاحي البلدية حسب الوزن ما بين 200 إلى 240 دينارا، والمستوردة بين 160 إلى 200 دينار في أقصى حد، لافتا إلى أن أسعار الأضاحي يحكمها العرض والطلب فكلما زاد العرض قل السعر.
وأكد عمر الصعوب من سكان الكرك، أن أسعار المواشي في السوق، تشهد ارتفاعا منذ أكثر من شهر، ولا يوجد استقرار بالأسعار حتى الآن، معتقدا أن قرار رفع الأسعار متعلق بتجار المواشي وليس متعلقا بالمربين.
وبين أن غالبية المواطنين ليس بمقدورهم شراء الأضحية بهذه الأسعار المرتفعة، لأنها توازي نصف الراتب الشهري لدى الموظفين في القطاع الحكومي وحتى الخاص.
وأكد أن الأسعار تشهد ارتفاعا متصاعدا، كما أن هناك بعض التلاعب بأوزان الماشية، أذ لا يتم جز صوفها الذي يضيف وزنا وهميا لها، وبالتالي فإن بعض المواطنين يشترون الصوف بسعر اللحم، قائلا “أحيانا قد يصل وزن الصوف في الأضحية إلى 6 كلغم ويحسب مع سعر اللحم”.
ومع بدء موسم الأضاحي، يعود مشهد انتشار عشرات الحظائر على جوانب الطرق الرئيسة بالمحافظة وبشكل عشوائي وبلا تحديد من الأجهزة المعنية في بلديات المحافظة، الأمر الذي يثير استياء مواطنين وخصوصا القاطنين بالقرب منها.
وأكد مواطنون أن أصحاب ومربي المواشي يقومون بوضع حظائر على جوانب الطرق العامة، وقريبة من الأحياء والأماكن السكنية، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة، مطالبين بلديات المحافظة بالعمل على توفير أماكن خاصة ببيع الأضاحي، بعيدا عن الأحياء السكنية، وحرصا على الصحة العامة.
وقال المواطن محمد البيايضة من سكان بلدة مدين، إن اسعار الأضاحي للموسم الحالي مرتفعة بشكل كبير، لافتا إلى أن الأضاحي المستوردة ايضا تشهد ارتفاعا كبيرا وغير معقول، مؤكدا أن غالبية المواطنين ليس في مقدورهم شراؤها.
وأشار إلى أن بلدة مدين وبسبب وقوعها على طريق حيوي، تنتشر فيها وبشكل عشوائي وكبير حظائر بيع الأضاحي على جوانب الطريق العام، وتمتد لتصل وسط الأحياء السكنية، معتبرا أن وجود هذه الحظائر يشكل مصدر تلوث لما تسببه من أوساخ وقاذورات، وروائح كريهة، فضلا عن مخلفات عمليات الذبح التي تلوث المنطقة.
ويؤكد رئيس جمعية مربي المواشي بالكرك زعل الكواليت أن المواشي المخصصة للأضاحي تتوفر بكميات كبيرة سواء من البلدية أو المستوردة وهي تلبي احتياجات السوق المحلية، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
ويتوقع أن أسعار الأضاحي من الخراف البلدية، ستزيد عن أسعار العام الماضي بقيمة تتراوح بين 50 و75 قرشا للكيلو لأسباب مختلفة، لكن أسعار الأضاحي هذا العام ستكون في حدها الأقصى 250 دينارا، مشددا على أن رفع أسعار الأضاحي من قبل بعض التجار سينعكس على الطلب.
وأضاف أن الخراف المستوردة الرومانية والأسترالية، متوفرة في الأسواق، مشيرا إلى أن أسعارها ربما ستكون أقل مما كانت عليه في العام الماضي.
مربي الماشية أحمد الحباشنة أوضح أن ارتفاع اسعار الأضاحي البلدية هذا العام، يعود إلى ارتفاع كلف تربية المواشي وخاصة أسعار الأعلاف من الشعير والنخالة والتي تسببت بخسائر لمربي الماشية، لا سيما مع تردي موسم زراعة المحاصيل الحقلية وغياب الأعلاف الطبيعية التي تدعم المربين والمزارعين وتقلل من كلف تربية المواشي.
وأشار إلى أنه كان وخلال المواسم السابقة بإمكان المواطن شراء أضحية بأسعار معقولة أذا اشترى أضحية مستوردة، والتي تكون بأسعار معتدلة وفي مقدرة العديد من المواطنين، إلا أن أسعار المواشي المستوردة أصبحت أيضا مرتفعة وقريبة من سعر المواشي البلدية.