أثارت تصريحات وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار بشأن موعد إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون في نسخته الـ38 جدلا واسعا بين الأردنيين، حيث نقل عنها، أنَّ موعد مهرجان جرش سيكون خلال الصيف الحالي، في 24 يوليو/تموز المقبل.
ولم تمض ساعات على إعلان الخبر حتى جاءت ردود الفعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، منتقدة إعلان إقامة المهرجان في ظل المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء قطاع غزة، ومطالبة بإلغاء المهرجان هذا العام.
وبعد وقت قصير، عادت الوزيرة النجار -التي تشغل أيضا منصب رئيسة اللجنة العليا للمهرجان- لتتراجع عن إعلانها السابق عبر تصريح آخر لها، أشارت فيه إلى أن إقامة مهرجان جرش “لا يعتبر أولوية” نتيجة للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش إن الأردن ليس ضد الثقافة التي ترتبط بالعلم، لكن الظرف الآن لا يسمح بـ”التهريج بأي شكل كان”، ووضّح بأن هناك فرقا بين الثقافة والرقص والغناء، في ظل الدم المسكوب يوميا في قطاع غزة.
وأضاف متسائلا “على ماذا نرقص، هل نرقص على جراحنا؟” مؤكدا أن الظرف العام والتوقيت ليسا مناسبين، وأن وقف هذا المهرجان يعتبر “أقل الواجب”، بدلا من الإعلان عن إقامته، وأضاف أنه ضد أن يتم جلب المغنين والمغنيات في ظل هذه الأوضاع. وقال “الأمر بالنسبة لنا مرفوض تماما، بل لنا موقف ضد المهرجان من حيث المبدأ”.
وطالب النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيل مهرجان جرش حتى إشعار آخر؛ احتراما لدماء الشهداء في غزة، وللموقف الأردني الداعم لسكان القطاع ولفلسطين.
الى ذلك هدّدت رابطة الكتاب الأردنيين علنًا بمُقاطعة مهرجان جرش الثقافي الفني جملة وتفصيلا ما لم يُعلن عن برنامج وطني قومي يتضامن فقط مع الشعب الفلسطيني.
واقترحت الرابطة في بيانٍ لها صدر ظهر الأحد أن يخصص مهرجان جرش للعام الحالي لدعم المقاومة والتركيز على غزة وخدمة القضية الفلسطينية.
وقال الرابطة إنها ستكون مضطرة لمقاطعة المهرجان جملة وتفصيلا ما لم يركز على التوجه الوطني والقومي.
واعتبر بيان الرابطة أن مهرجان جرش ينبغي أن يقف عند تطلّعات الشعب الأردني وآماله بالوقوف إلى جانب الأشقّاء في غزة وفلسطين.
وبالتالي توجيه الفعاليات لتمثيل تطلّعات الشعب وثوابت الأمة والانحياز لدماء الشهداء في غزة وللمقاومة الباسلة، وقال البيان إن الهيئة الإدارية للرابطة عقدت اجتماعا لاستعراض مهرجان جرش في نسخته الحديثة.