أخبار ع النار – بقلم : د. حازم قشوع
بجملة بيان تحمل ما تحمل من معان، وعبارات فيها من المغازي أكثر مما تحمل من مضمون، أرسلت الملكة رانيا العبدالله رسالة للأسرة الدولية يفهم من مغزاها جملة تحذير من التمادى على القيم الأخلاقية والقفز فوق محددات المبادئ الانسانيه، لانها تحمل انذار النهاية وقرب انتهاء الدوله او المنظومة الدولية مهما بلغت قوتها، او تعاظمت هالتها لان هيبتها لن تكون تحت ظل تحصين فى ظل فقدها للقيم الإنسانية إذا استمرت بازدواجية الكيل بالميزان وذهبت لتبرير القتل والتقتيل بدعاوى واهية لا يقبلها منطق ولا تصونها جملة مفيدة يمكن البناء عليها لأرضيه عمل سلمية ومقبولة.
هو ما يقوله التاريخ، وهو أيضا ما تعلمناه وهكذا نعلمه للأجيال التي تأتي من بعدنا، وهي جملة البيان التى ذهبت الملكة لبيانها في كلمتها أثناء حفل تخريج جيل اردني من الطلبة راحت توصيهم بالتحلي بالأخلاق والوقوف مع القيم والثبات على المبادئ من باب الافتخار بالمحتوى الثقافي الذي يحمله الإنسان العربي المؤمن وموروثه الإنساني الواقف بثبات حول ما تحمله رسالته الحضارية كان قد نشأ عليها وتربى على حملها طلبا للعيش وابتغاء للحياه.
وهو الإنسان الذي أعطى للبشرية من علومه بلا حساب، وقدم ما تعلمه للإنسانية من كتب سماوية بسخاء، وبين عبر سلوكه أدبيات العيش المشترك بلا إقصاء، وذلك عبر نهج سليم وسلوك قويم يقوم على التسامح والعدالة والعيش المشترك، تلك هي الهوية القومية التى يجسدها الانسان العربي اينما كان واينما ارتحل، وهى الصورة التى يحملها الانسان العربي بإعتزاز راسخ بموروثه وقيميه كيف لا ؟ وهو من حمل رسالة الأنبياء جميعا والرسل، وما زال يعمل من أجل ترسيخها وبيانها والتضحية من أجلها بلا وجل، فكان حري بنا الفخار بعروبتنا والقيم فلقد خصنا الله جلة قدرته دون غيرنا بأرض هى مشرق الحضارات ومنبع العلوم ومنطلق الثقافات، في الدفاع عنها وعن موروثها واجب تفرضه المبادئ كما تفرضه القيم.
إن الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني هو ثابت فرض تمليه علينا عروبة ارثنا وموروث حضارتنا وثقافتنا الإنسانية التي نقف عليها بالدفاع عن رسالة الحق وصوت العدالة الذي تمثله القضية المركزية للأمة مهما اشتدت الأزمة وازدادت الضغوط، فالثابت سيبقى كما هو فى الدفاع عن صوت الحكمة والنهج السلمي الذي لا يفرض بعنف او ياتى بسياسه قهر بل من باب القانون الدولي ومؤسساته الشرعية التى باتت تهاجم برعونة وتنتهك قوانينها دون محاسبة على مرئي ومسمع من الجميع، فلقد آن الأوان لخطاب الفصل وصوت الرشد أن ينطق بحال الإنسانية وحال المنظومة الدولية بقرار يقوم على وقف العدوان وجلاء الاحتلال.
صحيح أن المشهد الدامي في غزة هو مشهد موجع، وما يتعرض اليه الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم في غزه والضفه هو أمر مفجع، كما جريمة رفح كانت أمرا مفزع، وما تقوم به آلة الحرب الاسرائيلية من أعمال تجويع وأفعال ترويع لا يتصوره عقل ولا يقبله منطق، لكن ما هو صحيح ايضا ان الشعب الفلسطيني مازال يقاوم وهو يرفض التهجير مهما كان لبؤسه ويصر على البقاء على أرضه مهما اشتدت الضغوط عليه وسيبقى يقاوم مازال طفل فلسطيني على هذه الأرض يقول “انا عربي”.
أنا العربي الذي نهلت الأخلاق من كتب الأنبياء وعلمت البشرية معناها، كنت وسابقى العربي الذي يعلم الدنيا كيفية الصمود وادبيات الحياة بحفاظي على تاريخي وقيمي، وهي التي تأتي من باب حفاظي على ارثي ووطنى، انا ابن فلسطين الذي كنت، عربي منذ قيامه نوح وما قبلها، وستبقى فلسطين عربية تنطق بالضاد لتصون الإنسانية وما بعدها بعزيمة الهاشميين والأردنيين وكل العرب وأنصار الانسانية “انا عربي”.