أخبار ع النار – بقلم علاء عواد
تم اليوم تحديد موعد انعقاد مهرجان جرش بدورته الثامنة والثلاثين حيث سيبدأ في الرابع والعشرين من تموز / يوليو المقبل أي بعد حوالي أقل من شهرين حقيقة لا أعلم ماهي عقلية الحكومة في هذا التوقيت بالذات كيف يفكر المسؤول في ظل هذه الظروف .
لا ندعي الكمال مطلقا في حياتنا لكننا على الأقل نشعر ونعيش أياما لا تقارن مع أي أيام أخرى مررنا بها.
هل الحكومة في هذا المجال تضرب بالمندل أو تقرأ الكف كما هي قارئة الفنجان لتعلم أن الحرب على غزة ستكون متوقفة بعد شهرين وإن كان كذلك أليس إتخاذ هذا القرار الأن وفي هذا التوقيت بالذات ضرب من عدم التفكير السليم لا بل ضرب من عدم الرؤية الواضحة لأوضاع راهنة مليئة بالدم والخذلان .
هل من المعقول أن الحكومة لا ترى ماوصلت إليه غزة وما وصل إليه اخوتنا وأهلنا هناك ألا تتابع آخر الأخبار ولا ترى آخر الصور والمشاهد الحية التي تخرج منها رائحة الدم والدمار رائحة الصواريخ والحجارة المهدمة فوق رؤوس ساكنيها لا بل رائحة تفحم الجثث وذوبانها ألا ترى صرخة أم ثكلى وطفل مصاب يريد والدته وأباه وعائلته كاملة التي استشهدت في أقل من دقيقة بقرار صهيوني بحت.
أراهن على وعي الشعب الأردني أراهن على من تبقى في السلطة لاتخاذ القرار المناسب لسنا ضد تنمية اقتصاد أردننا الحبيب عن طريق السياحة فجميعنا يعلم أن انعقاد المهرجانات تنعكس إيجابا على اقتصادنا وبالتالي على السياحة لكننا نتسأل أيضا هل من المعقول أن نصل لمرحلة لا نشارك فيها بالشعور هل علينا أن نرى ارتجاف طفل في غزة ونسمع دندنة ورقصة في مهرجان يذاع له الصيت في كل مكان .
لكن صرخة أب مكلوم على ضياع أبنائه لا بل عائلته تفوق هذه الدندنات والرقصات
هل علمت الحكومة انتهاء الحرب في موعد انعقاد المهرجان نتمنى ذلك نتمنى وندعو انتهاء الحرب على غزة .
هذه الحرب تفوق القول تفوق الكلام مجازر دمار قتل ،وشهداء، وإصابات ، عائلات كاملة أبيدة عن بكرة أبيها ونحن هنا نفكر بمهرجان للغناء أجل هو مهرجان للثقافة والفنون ، الثقافة تحتاج هدوءا وفكرا ورؤية والفنون تحتاج الفرح والأمان وفعليا أاقولها بكل فخر نحن في أردننا لدينا الأمن والأمان في ظل قيادة هاشمية نرفع بها الرأس عاليا من أجل هذا علينا أن نشعر بإخوتنا بعائلات ،بدمار ، أن نشعر بإنسانية ، وبدين مع الأهل في غزة .
نحن شعب أصيل بدماء حرة بقيادة هاشمية فذة تقف دائما مع القضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والدولية وكما قالها جلالة الملك عبدالله الثاني : نحن الأقرب إلى فلسطين وغزة ومنطقتنا قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء وتطال نتائجه العالم إن لم تتوقف الحرب البشعة على غزة لهذا كله نحتاج لقرار .
وليس ببعيد عن رؤية قائدنا وشعور ولي عهدنا المحبوب سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حين قال : ” لغاية اليوم أكثر من 35 ألف شهيد، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.. ما هو الرقم الذي يجب أن نصل له ليتحرك العالم؟! هذه أرواح أناس وليست فقط أرقاما.