الثامنة والسبعون !!!
هو ليس رقمًا كباقي الأرقام ولا عددًا كباقي الاعداد بل هو عُمرٌ مِنْ الكفاح والإرادة ألتي تَحَدّت الكثير مِنْ الصعاب ، هُو عُمرٌ مِنْ عَضّ النواجذ والصبر على مؤامرات حاكها القريب قبل البعيد والصديق قَبل العدو !! هو زمن قضاه الأردنيون بين اللاشيء وكُلّ شيء !! .
ففي الخامس والعشرين من العام 1946 اجتمع المجلس التشريعي الخامس برئاسة توفيق ابو الهدى وكان عدد أعضاءه 22 عضوًا منهم 16 عضوًا منتخبين والباقي معينين في الجلسة الثالثة مِنْ الدورة الغير عادية الأولى وبحدود الساعة الثامنة صباحًا في أهمّ واخطر جلسة في التأريخ الأردني لمناقشة المذكرة التي قدمتها الحكومة آنذاك وكانت برئاسة إبراهيم هاشم والتي كانت تتضمن ما يطالب به رؤساء البلديات مِنْ إعلان إستقلال الأردن الواقع تحت الانتداب البريطاني !!.
وَبَعدَ نقاش طويل وموسع شارك فيه عموم الأعضاء تَمّ إتخاذ القرار الأهم والأغلى والأخطر وهو إعلان إستقلال الأردن والمناداة بالامير عبدالله بن الشريف حسين ملكًا وتعديل تسمية الإمارة إلى المملكة الاردنية الهاشمية وتعديل القانون الأساسي ( الدستور) .
وَمنذ ذلك الحين قام الأردن بصفته الجديدة ( المملكة الاردنية الهاشمية ) حيث بدأت معركة البناء والنهضة بهمة الأردنيين جميعًا ليصنعوا قصة نجاح وطن وإرادة إنجاز وإعجاز وسَطَ محيط ملتهب تتنازعه مكائد ومؤامرات ومصالح متضاربة !! لا لشيء إلّا حسد وغيرة وتنافس !! ولكن تأبى إرادة الله وهِمّة الأردنيين إلّا إكمال ما بدأوا به وَسطَ توافق بين قيادة تتصل بعترة النبي صلى الله عليه وسلم وشعب طامح إلى الحرية والاستقلال .
وكانت المعجزة في بناء دولة ثابتة مستقرة خارجة مِنْ رَحِم العذابات كذاك الطائر الأسطوري مرفرفاً بأجنحة مِنْ الحُبّ ، ويتواصل هذا الحُبّ كابراً عَن كابر وجيلًا يُسلّم جيل ، ورايةً تحملها أيادي متوضئة ومتعمده بتراب الأردن ومياه ذاك النهر الخالد !! .
وَبَعدَ هذا العُمر لا زال الأردن يُقاتل للحفاظ على رايتهِ مرفوعة خفّاقة لا يَضره مَنْ عاداه ولا يلتفت خلفه إلّا لأخذِ العِبر والبناء على ما أنجَز ، هي عين الله التي تَحرسه وأرواح أبناءه التي تفتديهِ .
وإذا كان لِبَشرٍ أن يُفاخر بما أنجز وَصَنَع فللاردنيين الحقّ بهذا الفَخر وللقيادة الهاشمية الأردنية أن تُفاخر الدنيا بوطنٍ وشعبٍ لَهُ مِنْ إسمه نصيب .
كلّ عام والاردن والاردنيين وقيادتهم الهاشمية بألف خير داعين الله أن يكون إحتفالنا العام القادم وفلسطين حرّة عزيزة .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة