أخبار ع النار – بقلم علاء عواد
على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لحجم الأضرار التي تلحق بالشركات الكبرى العابرة للحدود جراء المقاطعة، فإن التأثير الاقتصادي موجود وواضح.
فالمقاطعة تعتبر نوعا من أنواع الضغط الذي تملكه القاعدة الاستهلاكية، فالعديد من المطاعم والمقاهي والشركات تراجعت أسهمها، كما تأثر حجم مبيعاتها
وقد أعادت بعض المحال ترتيب أولويات خزائن العرض لديها بحيث أعطت موقعا متقدما لبعض السلع المحلية، وسلع من منتجات الدول التي اعتبرت صديقة. وعمد بعض المستثمرين المحلين لاستغلال الفرصة لإنتاج سلع بديلة عن تلك السلع المقاطعة، أو إنشاء المطاعم أو المقاهي التي تقدم بدائل عن تلك المقاطعة، فنشط السوق المحلي ووفر فرص عمل جديدة
للأسف لا يزال هناك بعض المشككين في أثر المقاطعة وأهميتها من الناحية الشرعية فقد أفتت مجموعة من العلماء المعاصرين بوجوب المقاطعة، فهي باب للمجاهدة بالمال، أضعف الإيمان لنشعر أننا نفعل شيئاً من أجلهم، إن مللت المقاطعة بعد كل تلك الشهور، فإن العدو الإسرائيلي لم يمل من قتل أهلنا الغزيين وذبحهم وتقطيع أوصالهم وتهجيرهم من مكان لآخر، لم يمل من التنكيل بأطفالهم، وتشتيت شملهم، وتجويعهم وتعطيشهم، عندما تقبل على شراء شيء يدعم أو متابعة مشهور يدعمهم أو حتى لا يتحدث عنهم كمن أصابه الصمم والخرس، تذكر دمهم الذي يسفك بلا رحمة، والبيوت التي هدمها الكيان على رؤوس قاطنيها، الأم الثكلى التي تحمل جثث أطفالها، والأب الذي ما زال لا يصدق موت أبنائه، أطرافهم المقطوعة وجراحهم التي تنزف دون مُداوٍ، تذكر مع كل قرش تدفعه أنك تدفع ثمن المدفع والبارود الذي يدمي أجسادهم، والنار التي تحرق قلوبهم
كيف تدعو لهم بالنصر بكلتا يديك وبنفس تلك الأيدي تدفع من أموالك لتقهرهم وتساند عدوهم؟! لا تناقض نفسك ولا تكن ازدواجياً كهذا العالم مزدوج المعايير، قاطع وتذكر حجم ألمهم ومصيبتهم، وادعُ الله لهم كثيراً.. اللهم صبر أهل غزة وفرج همهم وداوِ مرضاهم واشفِ جرحاهم وارحم شهداءهم، اللهم فرجاً من عندك.
إن لم تقاطع حتى هذه اللحظة فمتى ستقاطع؟