الوزارات والمؤسسات في الدولة الأردنية تكون إمّا ذات طابع سيادي في المُجمل وإمّا أن تكون ذات طابعٍ خدماتي تسعى إلى تقديم الخدمة العامة لأفراد المجتمع وتقف على مسافة واحدة من المواطنين وتكون رسالتها تقديم الخدمات المسؤولة عنها بيسر وسهولة ، ونظرًا لهذه الخصوصية والتعامل اليومي مع المواطنين فإنّ متطلبات الإدارة تَستلزِم أنْ يكون العاملين في هذا الوزارات على قَدرٍ عالٍ مِنْ الديناميكية في المساهمة في إستقطاب المواطنين وحَلّ مشاكلهم العامة .
وإذا ما نظرنا إلى وزارة الأشغال العامة في الحكومة الأردنية في هذه الأيام وفي ظلّ التشبيك المطلوب ما بين مجالس المحافظات وهذه الوزارة فإننا نجد أنّ وزير الأشغال قَدْ هَدمَ كّل الجسور فيما بينه وما بين مجالس المحافظات وحتى أكون مُنصفاً ومسؤولًا عمّا أكتب فإن كل الجسور مع مجلس محافظة العاصمة وأهالي العاصمة قَدْ قام معالي الوزير بهدمها – أتحدث عن الوزير بصفته الوظيفية – فأبوابه مغلقة والوصول إليه للمعاملات الرسمية – وليس زيارات شخصية – دونها عقبات وعقبات .
وزير تتقدم اليهِ بطلب رسمي بطريقة حضارية لِيُقابل مجموعة مِنْ المواطنين للتباحث في أمور خدماتية عامة ولا يُعيرُ إهتماماً لطلبهم المقابلة !! وزير .. تتكدس المعاملات في أدراج المكاتب ولا تجد حلّاً !! ماذا نقول فيه ؟؟ أنقول يا معالي الوزير أنّ مقابلة جلالة الملك أهون وأسهل مِنْ مُقابلتِكَ ؟ أنقول يا معالي الوزير أنّ هذه الوزارات هيَ للخدمة العامة ولا شيء غير ذلك ؟ .
أنُذَكّرك يا معالي الوزير أنّ توجيهات جلالة الملك هي الخروج للميدان وتَرك جلسات المكاتب ؟ ما لهذا وُجِدَت المكاتب يا معالي الوزير !! .
يا صاحب الولاية أدرك وزارة الاشغال فوزيرها الذي إستأمنته على مصالح المواطنين قَدْ تكون مشاغله أكبر وأهم من مصالح أفراد هذا الشعب !! وزير .. ألأمور الرسمية التي تقتضي السرعة في الإنجاز متروكة على الأرفف ولا حول ولا قوة لنا في حَلّها !! .
يا معالي الوزير:
أبناء الشعب الأردني ليسوا أيتامًا على طاولة اللئام !! بل هم الأعزاء أبناء الأعزاء .. هم الكرام أبناء الكرام .. فلا يَغُرنّك حِلمهم وصبرهم !! .
وَرحم الله شاعر الاردن عندما خاطب أحد مسؤولي الحكومة قائلًا :
أيا باشا كفى عبثًا فأيدي الدهر جبّارة
إذا لطشَتكَ داهية مِنْ الإملاقِ غدّارة
تعود بغير أود تقيس شوارع الحارة
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة