كشف رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق، أن المركز وضمن خطته التنفيذية للعام 2024 يعكف حاليا على إعداد كتب جديدة للتربية المهنية للصفوف الرابع والسادس والثامن، ليتم تدريسها العام المقبل 2025.
وقال توق إن إعداد كتب التربية المهنية يأتي ضمن جهود وخطط وزارة التربية والتعليم في تطوير التعليم المهني في الأردن، وتعزيز مهارات الطلبة في مجالات مُتعددة، منها: التكنولوجيا، والإلكترونيات، والبرمجة، والتصميم، والصناعة، والزراعة، بحيث يكتسب الطلبة المعارف والمهارات اللازمة، والقدرة على التعلم مدى الحياة، والأخلاقيات اللازمة، والاتجاهات الإيجابية نحو التعليم المهني والتقني، بحسب الغد.
وتابع أن الحاجة الوطنية والدعوات الملكية لتغيير الثقافة المرتبطة بالوظائف المهنية شكلت رسالة مهمة لجميع الجهات المعنية وشرائح المجتمع لتغيير هذه الأفكار، ومواكبة متغيرات يشهدها سوق العمل محليًا وعالميًا، مشيرا إلى أن المركز استجاب في هذا الجانب، حيث سيشهد العام الدراسي المقبل كتبًا دراسية جديدة في التربية المهنية.
وأشار إلى أن الكتب تنسجم مع إطار التربية المهنية الذي أعدّه المركز وأُقر من مجلس التربية، كما تم عرضها على مجموعة من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات من الوزارة والتعليم الخاص والثقافة العسكرية والأونروا، وستعرض تباعًا على المجلس التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج وعلى المجلس الأعلى للمركز، ومجلس التربية والتعليم في وزارة التربية والتعليم لاعتماد الطبعة التجريبية منها، وسيتم تدريسها اعتبارًا من العام الدراسي المقبل (2024/ 2025).
بدوره، قال رئيس فريق تأليف مناهج التربية المهنية الدكتور موسى حبيب إن العام الدراسي المقبل سيشهد طرح كتب للتربية المهنية في مجالات ريادية وموضوعات مهارية من واقع سوق العمل والتعليم المهني، وتتضمن ستة مجالات رئيسة: (الزراعة، والمهارات الحياتية، والتكنولوجيا وريادة الأعمال، والاقتصاد المنزلي، والسلامة والصحة والبيئة، والصناعة).
وتكمن أهمية هذه الخطوة، بحسب حبيب، في تنمية كفايات المتعلمين والمتعلمات بشكل متكامل، وذلك من خلال تمكينهم من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تسهم في بناء شخصياتهم المتوازنة، وتسليحهم بالمهارات الحياتية والوظيفية التي تساعدهم على التعامل مع ظروف الحياة، والتغلب على التحديات التي تواجههم بأنسب الطرق.
وتابع أن المنهاج الجديد انطلق من رؤية تهدف إلى تعزيز النظرة الإيجابية للمهن ودورها في تطوير مجتمع متوازن قادر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تقديم حلول مبتكرة وريادية، حيث تركز على تقديم خبرات تعلمية ذات صلة بمتطلبات الحياة الحالية والمستقبلية، وتعزز المهارات المعرفية واليدوية والتعلم الذاتي مدى الحياة لدى الطلبة.
وأشار حبيب إلى أن المناهج الجديدة تعزز أهمية العمل والعاملين والعاملات لدى الطلبة، وربط التعليم بالعمل، وتنمية المفاهيم والمعارف والمهارات العملية بما يتناسب مع متطلبات الحياة، والإسهام في تهيئة المتعلم والمتعلمة نحو سوق العمل، فضلا عن إكسابهم المفاهيم المهنية والاتجاه الإيجابي نحو المهن والتعليم المهني، وتنمية استعدادهم وقدراتهم وميولهم للتوجه نحو المهن، وتدريبهم ليصبحوا رياديين ومنتجين ومبدعين.
وأوضح أن الطلبة سيتعرضون لمجالات متنوعة تناسب اهتماماتهم ومواهبهم المختلفة، ومنها المهارات الحياتية، والريادة والسلامة والصحة المهنية، والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى التسويق السياحي والاقتصاد المنزلي لتعزيز مساراتهم المهنية المستقبلية.
وبين أن المنهاج تميز كذلك بالتركيز الكبير على التعلم العملي والتطبيقي، ما يعني أن الطلبة لا يقتصرون فقط على اكتساب المعرفة النظرية، بل يتاح لهم فرصة تطبيق هذه المعرفة في سياقات العمل الحقيقية، مشيرا إلى أن هذا النهج يساعدهم على تطوير مهارات عملية قيمة والتحضير للعمل في الصناعات والمجالات المختلفة.
كما أن المنهاج يتيح المجال للطلبة لتتبع تقدمهم وتطورهم على مدار البرنامج، بما يعني أن الطلاب يحصلون على ملاحظات فورية وتغذية راجعة حول أدائهم ويتمكنون من تحسين مهاراتهم وتعزيز نقاط قوتهم