قال سكان فلسطينيون إن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت مناطق من رفح الخميس، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بحجب أسلحة عن إسرائيل إذا ما هاجمت المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير في وقت متأخر الخميس أن أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوقف الأعمال القتالية انتهت وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من القطاع الفلسطيني وفقا للمخطط.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها على مقترح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاتفاق إطلاق سراح المحتجزين وأن الوفد الإسرائيلي سيغادر العاصمة المصرية.
وذكر نتنياهو في بيان مصور “سنقاتل بأظفارنا إذا اضطررنا لذلك”. وأضاف “لكننا نملك ما هو أكثر بكثير من أظفارنا”.
وفي غزة، قالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.
وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في غزة التي لم تجتحها القوات البرية الإسرائيلية بعد، إن ثلاثة أشخاص استشهدوا وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.
وأظهر مقطع مصور من الموقع منارة المسجد وسط الأنقاض وجثتين ملفوفتين في أغطية.
وتسببت غارة جوية إسرائيلية على منزلين في حي الصبرة برفح في استشهاد ما لا يقل عن 12 شخصا منهم نساء وأطفال.
وقال مسعفون وأقارب وجماعة كتائب المجاهدين المسلحة إن من بين الشهداء قائد كبير في الجماعة وأسرته وأسرة قائد آخر بالجماعة.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يختبئون في رفح التي لجأ لها مئات الآلاف من الفلسطينيين فرارا من القتال في باقي أنحاء القطاع، وإن من الضروري أن تقضي عليهم حفاظا على أمنها.
وقال نازح يدعى محمد عبد الرحمن إنه يخشى من أن يكون القصف الإسرائيلي علامة على اجتياح المدينة.
وأضاف عبد الرحمن البالغ من العمر 42 عاما لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “يذكرني ذلك بما حدث قبل اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمناطقنا السكنية في مدينة غزة، عادة ما يتيح القصف العنيف للدبابات بالتوجه نحو أماكن تعتزم اجتياحها”.
وفي الولايات المتحدة، كرر البيت الأبيض أمله في ألا تنفذ إسرائيل عملية شاملة في رفح، قائلا إنه لا يعتقد بأن العملية ستخدم هدف إسرائيل في القضاء على حماس.
وقال المتحدث جون كيربي “اقتحام رفح، في رأي (الرئيس بايدن)، لن يخدم ذلك الهدف”.
وذكر كيربي أن إسرائيل تضغط بشكل كبير على حماس وأن هناك خيارات أفضل لملاحقة المتبقين من قيادة الحركة من عملية تنطوي على مخاطر جسيمة على المدنيين.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد نحو 35 ألف فلسطيني وإصابة قرابة 80 ألفا معظمهم مدنيون.
وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأربعاء “أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح… فلن أزودهم بالأسلحة”. وذكر بايدن أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.
وقال الأميرال دانيال هاغاري كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس إن الجيش لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح وغيرها من العمليات المقررة.
انتهاء المحادثات
تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في القاهرة منذ يوم الثلاثاء. وذكر مصدران أمنيان مصريان أن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة أحرزت نوعا من التقدم، إلا أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق.
لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في قطر قال إن وفد الحركة غادر القاهرة وأعاد تأكيد موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاقتراح أيضا إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين أسرى لدى إسرائيل.
وتنحي حماس باللائمة على إسرائيل في عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وتقول إسرائيل إنها منفتحة على الهدنة، لكنها ترفض مطالب إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.
وذكر ميلر أن واشنطن ما زالت تتواصل مع إسرائيل بشأن تعديلات في مقترح وقف إطلاق النار المقدم من حماس، مضيفا أن العمل جار لوضع اللمسات النهائية على نص اتفاق، لكن ذلك العمل “بالغ الصعوبة”.
انهيار القطاع الطبي
سيطرت الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي إلى القطاع وأجبر 80 ألف شخص على النزوح من المدينة هذا الأسبوع، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها بالدبابات على قطاع غزة اليوم الخميس. وقال سكان إن الدبابات توغلت في حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع، مما أجبر مئات الأسر على الفرار. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يقوم بتأمين الحي، وبدأ بسلسلة من الضربات الجوية التي تستند إلى معلومات مخابراتية استهدفت نحو 25 “هدفا إرهابيا”.
واحتشد الآلاف في دير البلح بوسط غزة بعد الفرار من رفح في الأيام القليلة الماضية. وقال مسعفون فلسطينيون إن شخصين، منهما امرأة، استشهدا عندما أطلقت طائرة مسيرة صاروخا على مجموعة من السكان هناك.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس إن إغلاق معبر رفح مع مصر حال دون إجلاء المصابين والمرضى ودخول الإمدادات الطبية وشاحنات الغذاء والوقود الضروري لتشغيل المستشفيات.
وأضافت الوزارة أن مركز غسيل الكلى الوحيد في منطقة رفح توقف عن العمل بسبب القصف.
وقال الجراح الأردني علي أبو خرمة المتطوع في مستشفى الأقصى في دير البلح إنه كان يتسنى إدخال المساعدات الطبية، لكنها توقفت الآن.
وأضاف “القطاع الطبي كاملا منهار”.