رجح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري تنفيذ كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة شرقي رفح جنوبي قطاع غزة خلال الـ48 ساعة القادمة.
وأرجع الدويري -خلال تحليله المشهد الميداني للجزيرة- تقديراته هذه إلى أن جيش الاحتلال اعتمد على آليات مدرعة مدعومة بألوية شرقي رفح، ليتوغل في مناطق مفتوحة مما يشكل صعوبة على المقاومة في التعامل الأولي معها.
وأضاف أن مقاتلي القسام وبقية الفصائل تحت الأرض، ويجب مرور بعض الوقت لاستيعاب الصدمة، “ومن ثم توظيف شبكة الأنفاق لتنفيذ عمليات نوعية خلال الـ36-48 ساعة المقبلة”.
ونبه إلى أن طريقة إدارة المعركة الدفاعية قد تتضح خلال 48 ساعة من طرف المقاومة الفلسطينية، إذ إن المعركة لا تزال في بداياتها وتعتمد حاليا على عمليات القصف داخل غلاف غزة، وتنفيذ عمليات قنص، واستخدام محدود للقذائف المضادة للدروع.
وشدد على أن عملية رفح الحالية معركة محدودة في إطار مكان معين لتحقيق أهداف سياسية، من بينها السيطرة على معبر رفح الحدودي، وإغلاقه وعزل قطاع غزة عن العالم.
ومن ضمن الأهداف أيضا -وفق الدويري- قصف الأبراج السكنية العالية بهدف حرمان المقاومة من تنفيذ عمليات رصد ومراقبة وقنص، فضلا عن استكمال عملية التدمير الممنهج لمقومات الحياة وتدمير عشرات الشقق وقتل العشرات.
تقديرات مدة الحرب
وحول تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري بأن إسرائيل خططت لحرب تستمر عاما تقريبا، بيّن الدويري أن تقدير مدة الحرب يعتمد على طبيعة المعارك، وحجم القوات المشاركة، وطريقة إدارة المعركة الدفاعية.
وزاد موضحا “مرت 7 أشهر على الحرب، بدون تحقيق أي إنجازات عسكرية بعد توظيف أكثر من 35% من إجمالي جيش الاحتلال”، مضيفا أن حجم القوة المشاركة في ذروة الحرب بلغ 21 لواء، مقابل 5 ألوية حاليا، 3 منها نظامية “مما يعني أن المشوار لا يزال طويلا لتحقيق أهداف الحرب”.
وخلص الخبير الإستراتيجي إلى أن الأهداف السياسية يصعب ترجمتها لخطة عسكرية، “لذلك، الإطار الزماني وأبعاد المعركة بمناطق مبنية سيطيلان أمد المعركة”.
وكان هاغاري قد صرح -في وقت سابق أمس الأربعاء- بأن “غزة إحدى أصعب ساحات القتال بالعالم، من حيث القتال وكثافته، والأنفاق التي حفرتها حركة حماس تحت الأرض”.