قالت إدارة جامعة ستانفورد هذا الأسبوع، إن مسؤولي الجامعة أرسلوا إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) صورة لشخص في موقع معسكر بالحرم الجامعي يقولون إنه يبدو أنه يرتدي عصابة رأس مماثلة لتلك التي يرتديها أعضاء حماس.
وقالت الجامعة في منشور على الإنترنت: “لقد تلقينا العديد من عبارات القلق بشأن الصورة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لشخص في وايت بلازا يبدو أنه يرتدي عصابة رأس خضراء تشبه تلك التي يرتديها أعضاء حماس”.
وعلى خطى الأنظمة العربية، في التعامل مع المعارضين والمتظاهرين، سارت الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، على المسار ذاته، في تشويه وشيطنة طلبة الجامعات الأمريكية المؤيدين لفلسطين قبل قمع اعتصاماتهم.
الاتهامات بالعمالة للخارج، ووجود “إرهابيين” في صفوفهم، إضافة إلى استخدام أدوات عنيفة في اعتصام سلمي، وإرسال البلطجية، كل هذه الوسائل التي تشاهد على شاشات القنوات الرسمية في العالم العربي، لتشويه أي احتجاج أو تظاهرة سلمية، ظهرت في القنوات الأمريكية.
ودفعت المشاهد والاتهامات للمعتصمين في الجامعات الأمريكية، نشطاء عرب، إلى استذكار مقاطع من الاتهامات للمتظاهرين بالنسخة العربية، كما جرى في مصر، مثل اتهامات المتظاهرين بتلقي الأموال، ووجبات من مطعم “كنتاكي” وغيرها الكثير من الاتهامات.
وخرج عمدة نيويورك إريك أدامز، في مؤتمر صحفي، ليتهم المعتصمين في جامعة كولومبيا، بضم “مخربين” في صفوفهم، وأشخاص من خارج الجامعة، فضلا عن اتهامهم بإطلاق هتافات “معادية للسامية” (معادية لليهود)، على الرغم من وجود عدد غير بسيط من النشطاء اليهود بينهم والذين رفعوا أعلام فلسطين وهتفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعلاوة على ذلك، اتهم أدامز المتظاهرين برفع علم دولة أخرى في احتجاج بالولايات المتحدة، وهو العلم الفلسطيني، على الرغم من أن فلسطين ليست دولة رسمية، بل شعب تحت الاحتلال.
لكن النشطاء، نشروا له صورا سابقة، وهو يرفع علم الاحتلال، متهمينه بـ”عدم الخجل” في مزاعمه بحق الطلبة.
أما سلاح البلطجة الذي دائما ما كان يشاهد من التظاهرات في العالم العربي، وأشهره موقعة الجمل خلال ثورة يناير في مصر، وغيرها من الدول العربية، فظهر بصورة واضحة في الجامعات الأمريكية، عبر وجود مجموعات مسلحة بالعصي ورشاشات رذاذ الفلفل، والمفرقعات النارية لضرب المعتصمين.
ووثق المعتصمون ظهور هؤلاء المهاجمين، وهم من مؤيدي الاحتلال، وبعضهم أعضاء في جماعات يهودية متطرفة، رفعت أعلام المسيح المخلص، خلال هجومهم على المعتصمين وضربهم بعنف لدرجة إيقاع إصابات بهم
ومنذ أن انطلقت اعتصامات الطلاب في جامعات أميركا احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهالي غزة، كان الطلاب المحتجون يغطون وجوههم إما بالكمامات، وإما بالكوفية ويصرون على عدم الحديث مع وسائل الإعلام بشكل مباشر في بلد طالما تغنى بحرية التعبير والرأي.
إخفاء طلاب الجامعات وجوههم جعل رواد منصات التواصل يتساءلون لماذا يخاف الطلاب من الكشف عن وجوههم، ويرتدون الكمامات والكوفية في المظاهرات والاعتصامات؟
وقال مغردون إن الطلبة يعلمون أن الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” يستخدمون الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه ومعرفة الأشخاص وتاريخ كل طالب، ومن ثم استغلال المعلومات ضدهم.
ووصف آخرون الطلبة بالأذكياء؛ لأنهم يتظاهرون وهم يعلمون حقوقهم، وكيف يحمون أنفسهم من أي ملاحقة قضائية، أو من مطاردة اللوبي الإسرائيلي لهم من خلال التشهير ونشر صورهم وعناوينهم بتهمة دعم حماس ومعاداة السامية.
وعلق أحد المغردين على تغطية الطلاب وجوههم بالقول إن للطلبة المسلمين تجارب مريرة مع “إف بي آي” التي لها تاريخ في استهداف المسلمين والعرب والتضييق على حرياتهم وحقوقهم من خلال وضع أسمائهم على قوائم مراقبة الإرهاب، دون أسباب، واختتم تدوينته بالسؤال “فما بالك بالمشاركين في تمرد طلاب أميركا”.
وأشار مدونون إلى أن الطلبة منظمون، ويعلمون ماذا يفعلون وكيف يمكنهم الاستمرار في الاحتجاجات والاعتصامات دون أن يستطيع أحد المساس بهم.