انتشار ظاهرة الكتابة على جدران المؤسسات والمرافق العامة في العقبة

برغم الاهتمام بجماليات وقطاعات مدينة العقبة السياحية كافة، وإظهارها بصورة مشرقة أمام زوار وسياح المدينة، وبرغم الحملات الرسمية والتطوعية لإزالة التشوهات البصرية في المناطق كافة، لا سيما الحيوية منها إلا أن ظاهرة الكتابة، على جدارن المدراس والمؤسسات العامة والخاصة والجوامع آخذة بالتممد والاتساع.
ولم تشفع المبادرات العديدة من مؤسسات المجتمع المدني، بإخفاء هذه الظاهرة، والتي باتت تؤرق المجتمع المدني وأهالي العقبة، وتشكل تشوهاً بصريا يؤذي العين، بخاصة وأن المدينة بدأت بالتحول لمدينة ذكية والاقتصاد الأخضر.
ففي العديد من المناطق السكنية والتجارية، تجد الكتابات بألوان مختلفة وبكلمات بعضها خادش للحياء العام، منتشرة على جدران المباني، بخاصة مدارس الإناث والمساجد والمرافق الحكومية بعبارات تعبر عن الاضطراب النفسي.
وهذه الظاهرة قديمة جديدة ومستمرة، برغم حملات طلاء الجدران المتكررة من سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، ومبادرة “اترك أثرا” التي حولت رسومات مسيئة على المباني إلى رسومات تعبر عن المواطنة ومكافحة قضايا في المجتمع وتعزز الانتماء الوطني.
ويقول المواطن مأمون الخوالدة، إن هذه الظاهرة موجودة من القدم في العقبة، وتختفي في بعض الأوقات نتيجة طلائها، إلا أنها في الآونة الأخيرة انتشرت، ولم يسلم منها مرفق عام ولا خاص، وأكد، أن ذلك تخريب للممتلكات العامة والخاصة الذي يعاقب عليه القانون.
وحددت المادة 90 من قانون العقوبات، عقوبة من يتعدى ويخرب ممتلكات الدولة حيث يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات كل من خرب عمداً مباني أو أملاكا عامة أو مخصصة لمصالح حكومية أو للمرافق العامة أو للمؤسسات العامة أو الجمعيات المعتبرة قانوناً ذات نفع عام.
وأكد المواطنون أن ما يجري من كتابة على جدران المشاريع التي تم تنفيذها في المدينة دليل على أزمة أخلاقية وانعدام للحس والانتماء للوطني، ومقدراته التي يُنفق عليها ملايين الدنانير لتبقى المدينة وجهة سياحية للقريب والبعيد، داعين لتفعيل دور الشرطة السياحية لضبط المخالفين ممن يقومون بهذه التصرفات المعيبة ويشوهون الوجه السياحي والحضاري الجميل للمدينة ومرافقها الحكومية.
واقترح المواطن عبد الله الخشمان، أن يتم وضع كاميرات للمراقبة لضبط من وصفهم بالمجرمين بحق وطنهم ومدينتهم، معتبرا أن هذا التدمير الممنهج لكل ما يتم إنجازه من أجل المدينة وأنه يجب إلزام من يضبط بهذا الفعل الخاطئ، بإصلاح ما دمره بالكتابة، بل وأن يفرض بحقه عقوبة رادعة ليكون عبرة لغيره.
ويعتبر المواطن الزائر إلى العقبة ريان الحويطات، أن ذلك سلوك غير حضاري، مشوه للمنظر ويرفضه الكثيرون، وتنتشر هنا وهناك رسومات وتعابير مختلفة الشكل والمعنى منها ما هو أخلاقي ومنها ما تجاوز حدود الأخلاق، كتابات على جدران المدارس صادرة من أشخاص يعيشون فراغا نفسيا يعبرون بها عن مكنونهم الداخلي، يشكون همومهم للجدران، ويبدو جليا أنها تكتب في أوقات متأخرة من الليل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أصحابها عاجزون وخائفون من مواجهة الواقع في النهار.
وأصبحت جدران المرافق العامة والخاصة جريدة حرة، من هب ودب يدون عليها وينشر فلا رقيب ولا حسيب، كل يغني على ليلاه، تعبير عن الحب والولاء، تعصب لفريق كروي أو تأييد لتوجه سياسي وغيرها، كل هذه التصرفات الطائشة راح ضحيتها وجه العمران.
وبين المرشد الاجتماعي سمير المعاتقة، أن ظاهرة الكتابة على الجدران هي مشكلة اجتماعية تواجه العديد من المدن والمجتمعات، تتمثل بالكتابة على الجدران في تلويث البيئة وتشويه المظهر الجمالي للمناطق العامة والخاصة، وتعد هذه الظاهرة تجاوزًا للقوانين والقيم الاجتماعية، وتؤثر سلبًا على النظافة والسلامة العامة، مؤكداً أن أسبابها كثيرة من أبرزها التعبير غير المرغوب، حيث يقوم بعض الأفراد بالتعبير عن أنفسهم أو إظهار وجودهم عبر الكتابة على الجدران إلى جانب الانتماء الاجتماعي، و قد تكون الكتابة على الجدران وسيلة للتعبير عن الانتماء إلى مجموعة معينة، عرض رموز، شعارات المجموعات النقابية، الرياضية، السياسية، بالإضافة إلى الملل والفتور في بعض الحالات.
وبين المعاتقة، أن ما يجري من كتابات وخربشات هو تخريب وتشويه مقصود في مواقع مختلفة من المدينة يستدعي التوجيه والتوعيه وزرع حب الوطن في النفوس، حتى يتم القضاء على مثل هذه الأفعال التخريبية، مؤكداً أن الأسرة هي الأساس في الصلاح، فإذا صلحت صلح المجتمع وأن غياب المنظومة التعليمية حاليا أصبح واقعا مريرا نعيشه وتنعكس صورته على أرض الواقع و وأن ما يجري هو أحد مخرجاته.
وبين بلال الزعبي من مبادرة “اترك أثرا”: أن المبادرة تعمل ومنذ سنوات في أعمال تطوعية كبيرة وكثيرة، منها طلاء جدران المباني الحكومية والمرافق العامة في المدينة السياحية، مشيرا أن المبادرة اطلقت سابقا العديد من متطوعيها الفنانين والرسامين لإخفاء الكتابات على تلك الجدران بالتعاون مع تنمية المجتمع المحلي في سلطة العقبة الخاصة، مبينا أن ما تتعرض له الممتلكات العامة في المدينة من عبث وتخريب وكتابات على الجدران والمباني التراثية هو سلوك غير حضاري يمثل فئة قليلة تجهل حجم الضرر الذي تتركه على المدينة ولا يمثل سلوك وتوجة أبناء المدينة على جماليات المدينة البحرية.
ودعا الدليل السياحي خالد الحسنات، كل من يشاهد شخصا يعبث في الممتلكات أن يقوم بإبلاغ الأجهزة الأمنية، وأن يكونوا العين الساهرة على حماية الممتلكات، بخاصة المدينة التي يزورها مئات الآلاف من الزوار

إقرأ الخبر السابق

جوني ديب يعلن اعتزاله من هوليوود ويهاجم رؤساء الاستوديوهات

اقرأ الخبر التالي

مها الصغير تكشف حقيقة طلاقها من أحمد السقا

الأكثر شهرة