تظاهر الآلاف من أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني، في محيط مقر الحزب بالعاصمة مدريد، تضامنا مع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
وردد المتظاهرون شعاراتٍ تطالب سانشيز بالاستمرار في مهامه على رأس الحكومة، وتندد بما أسموه المحاولات الانقلابية التي يقودها المحافظون وأقصى اليمين عبر مؤسسات القضاء والإعلام.
وكان رئيس الوزراء البالغ 52 عاما قد أعلن عن قرار تعليق أنشطته السياسية، بعد إكمال جولة أوروبية سعى خلالها لإقناع بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، أسوة بحكومته.
وقال سانشيز -الأربعاء الماضي- إنه يفكّر بالاستقالة بعد فتح تحقيق بحق زوجته بيغونيا غوميز بناء على شكوى تقدمت بها جمعية “مانوس ليمبياس” (Manos limpias/الأيادي النظيفة) وهي مجموعة تعتبر قريبة من اليمين المتطرّف، مضيفا أنه سيعلن قراره النهائي بهذا الشأن الاثنين المقبل.
** مفاجأة
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد شكّل هذا الإعلان مفاجأة في إسبانيا حتى لوزراء مقرّبين من سانشيز أكدوا أنه لم يطلعهم على إعلانه هذا بشكل مسبق.
وتوجهت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الميزانية ماريا خيسوس مونتيرو إلى سانشيز بالقول “أيها الرئيس، ابقَ. بيدرو، ابقَ، نحن معاً.. علينا أن نتقدم، أن نواصل دفع هذه البلاد للأمام، لا يمكن لإسبانيا أن تتراجع”.
ووفقا للوكالة ذاتها، لم يستبعد محللون أن يعمد سانشيز للاستقالة، بينما رأى آخرون أن من الخيارات الممكنة طرح الثقة بالبرلمان ليُظهر سانشيز أن حكومته لا تزال تحظى بالغالبية في مجلس النواب، مما يتيح له البقاء في منصبه.
في المقابل، اتهم ألبرتو نونييس فيخو زعيم الحزب الشعبي اليميني، أبرز أطياف المعارضة، سانشيز بتقديم “مسرحية”. وقال إن “الغالبية العظمى” من الإسبان “تشاهد بذهول المسرحية الأخيرة التي قدّمها سانشيز”.
كما اعتبرت الأمينة العامة للحزب كوكا غامارا أن سانشيز يسعى إلى “الحصول على تأييد لا يتمتع به حاليا، وذلك بجعل نفسه في موقع الضحية”.
** مؤيد لفلسطين
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسباني اشتهر بتصريحات مؤيدة للحق الفلسطيني، خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد سانشيز لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن عمل إسرائيل من أجل السلام يتطلب إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، رافضا القتل “الأعمى” للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وفق تعبيره.
وتعهد سانشيز بأن تعمل حكومته الجديدة في أوروبا عموما وإسبانيا على وجه الخصوص من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط سعي مدريد للدفع باتجاه مواقف أوروبية تلائم التطلعات الفلسطينية.
من جانبها، ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تصريحات سانشيز باستدعاء سفيرتها لدى إسبانيا من أجل التشاور.