أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الأردن يعمل ضمن سياسة ثابتة ركيزتها أن السلام ضرورة استراتيجية، ولن يتحقق السلام في المنطقة، ولن تحصل عليه إسرائيل ما لم يحصل عليه الشعب الفلسطيني، وتتجسد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش المنطقة كلها بأمن وسلام.
وقال الصفدي خلال المؤتمر الذي نظمه اليوم السبت التحالف التقدمي والمنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني بعنوان” فهم الأزمة الفلسطينية ورسم مسارات السلام”، إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يبذل جهودا مستمرة ومكثفة لإيقاف هذه الحرب الهمجية على الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات، والوصول إلى حل واضح يقوم على حل الدولتين.
وشدد على أن الأردن مع الحق الفلسطيني، وكذلك حقنا في حماية الوطن، وألا نسمح بأن يكون الأردن ساحة للصراع أو اختراق السيادة الأردنية، أو تهديد أمن بلدنا.
وأكد الصفدي أن الأردن بدأ بوضع خطة تبدأ بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يحتاج لأكثر من 800 شاحنة يوميا، ولن يكون إلا بوجود المنظمات الدولية التي تعرض موظفوها للقتل في سبيل إيصال المساعدات الإغاثية للقطاع.
وأضاف إن الحرب تنطلق من منطلق عقائدي من حكومة متطرفة تريد أن تعاقب الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن جرائم الحرب واضحة بدءا من استخدام الغذاء كسلاح ضد أهلنا في فلسطين، إلى منع إيصال المواد الإغاثية لغزة.
وزاد أنه لا رؤية لإسرائيل في هذه الحرب سوى القتل، ولا سياسة لها سوى استباحة حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا كله لن يدفع باتجاه السلام.
وأوضح أن التركيز على إيقاف العدوان الذي لا مبرر لاستمراره، ولا مبرر لعجز المجتمع الدولي عن إيقافه لحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم، وحماية أمن المنطقة من انتشار الصراع.
وتابع الصفدي أن هناك حربا همجية في غزة والضفة الغربية من خلال استمرار العمليات العسكرية، وإرهاب المستوطنين الذي يتزايد باستمرار، ومصادرة الأرضي الفلسطينية، واستمرار الاستيطان بشكل كبير، لافتا إلى أن العام الماضي كان الأكبر من الناحية الاستيطانية على مر العقود.
وأشار إلى أن العدوان على غزة والضفة الغربية لن يحقق الأمن لإسرائيل، بل يعمل على تأجيج الوضع، وإيصاله إلى شكل أخطر.
وتساءل الصفدي ما الذي تريد أن تحققه إسرائيل من هذه الحرب، مؤكدا أننا إذا نظرنا إلى المشهد بكليته فإننا نجد هناك كارثة غير مسبوقة وعدوانا غير مسبوق في شراسته وهمجيته، وأيضا في طبيعة ضحاياه.
وقال الصفدي إنه ومنذ بداية الحرب وهذا العدوان، ذهب ضحيته أكبر عدد من الصحفيين، وأكبر عدد من الأطفال، ونحو ما يزيد على 17 ألف فلسطيني فقدوا أباءهم وأمهاتهم، وكذلك قتل أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة، وارتقى أكثر من 34 ألف فلسطيني.