قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، إن الجيش الأمريكي بدأ في بناء رصيف بحري قبالة غزة يهدف إلى تسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع عندما يبدأ تشغيله في مايو/أيار، بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيساهم في توفير الدعم الأمني واللوجستي للميناء.
المتحدث باسم البنتاغون، الميجر جنرال باتريك رايدر، قال للصحفيين: “أستطيع أن أؤكد أن سفناً عسكرية أمريكية، بما في ذلك السفينة بينافيديز، بدأت في بناء المراحل الأولية للرصيف المؤقت والجسر في البحر”.
المتحدث أضاف أن حوالي 1000 جندي أمريكي سيدعمون تلك الجهود بما يشمل خلايا التنسيق في قبرص وإسرائيل، لافتاً إلى أن “طرفاً ثالثاً سيقود الشاحنات من الرصيف إلى الشاطئ”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر طلائع السفن الحربية الأمريكية ومشاهدتها بالعين المجردة من على شواطئ غزة.
وحسب الولايات المتحدة، فإن من شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها، على أن تنقل المساعدات لاحقاً بواسطة سفن دعم لوجستي إلى رصيف على الشاطئ.
إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن هذا المسعى لا يتضمن “نشر قوات على الأرض” في قطاع غزة الذي يشهد حرباً، لكن جنوداً أمريكيين سيكونون بجوار قطاع غزة خلال بناء الرصيف الذي ستشرف عليه قوات إسرائيلية أيضاً.
الاحتلال يتولى حمايته
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال أنه سيساهم في توفير الدعم الأمني واللوجستي “للمبادرة الأمريكية، التي تشمل بناء رصيف عائم مؤقت على شواطئ قطاع غزة”.
وعبر حسابه بمنصة إكس، قال جيش الاحتلال في بيان إنه “من خلال وحدة تنسيق أعمال الحكومة، وافق الجيش الإسرائيلي على مبادرة جديدة تقودها القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة”.
بيان الجيش أضاف: “إنه سيعمل على توفير الدعم الأمني واللوجستي للمبادرة، التي تشمل بناء رصيف عائم مؤقت على شواطئ القطاع، ونقل المساعدات بحراً إلى قطاع غزة”.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول عسكري أمريكي كبير أن “القوات الإسرائيلية ستخصص لواء لحماية القوات الأمريكية التي تبني رصيفاً بحرياً قبالة غزة”.
وفي مارس/آذار 2024 أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف البحري بعدما ناشد مسؤولو الإغاثة إسرائيل تسهيل وصول إمدادات المساعدات إلى غزة عبر الطرق البرية.
ولم يتضح ما إذا كان الرصيف سينجح في نهاية المطاف في تعزيز المساعدات الإنسانية، في وقت يحذر فيه مسؤولون دوليون من خطر المجاعة في شمال غزة.
وتسببت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ ستة أشهر في تدمير قطاع غزة، ودفعت سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى شفا كارثة إنسانية.
ويثير احتمال مرور المساعدات بنقاط التفتيش هذه تساؤلات حول التأخير المحتمل حتى بعد وصول المساعدات إلى الشاطئ. وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحولُ دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة.
وتأكدت المخاوف بشأن خطر تورط القوات الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وحماس، الخميس، مع ظهور أنباء عن هجوم بقذائف المورتر بالقرب من المنطقة التي سيلامس فيها الرصيف اليابسة. لكن لا توجد قوات أمريكية هناك، وأمر بايدن الجيش بعدم دخول شاطئ غزة.
وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يومياً، ويرتفع هذا العدد إلى 150 شاحنة يومياً عندما يعمل بكامل طاقته. وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة يومياً خلال الشهر الجاري يبلغ 200 شاحنة، وإنه بلغ ذروته يوم الإثنين عند 316 شاحنة.
وحذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن شمال قطاع غزة لا يزال يواجه خطر المجاعة، وناشد زيادة حجم المساعدات، ودعا إسرائيل إلى السماح بالوصول المباشر من ميناء أسدود جنوباً إلى معبر إيريز.