علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على الاحتجاجات الطلابية في بلاده للتضامن مع غزة، قائلا إن إدارة جامعة كولومبيا بولاية نيويورك ارتكبت خطأ فادحا بإلغاء حضور الفصول الدراسية واعتماد التدريس عن بعد لمن يريد.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن ترامب قوله للصحفيين: “ما الذي يحدث للكليات التي يغلقون فيها جامعة كولومبيا الآن؟ أعني أنه مجرد جنون، يجب أن تكتسب إدارة كولومبيا القليل من القوة والشجاعة وتبقي مفتوحة، هذا جنون، ويعني أن الطرف الآخر يفوز”.
وندّد ترامب الذي يخوض معركة للعودة إلى البيت الأبيض، بالاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيّين، واصفا إيّاها عبر منصّته “تروث سوشال” بأنّها “عار” على الولايات المتحدة.
وقال ترمب في تصريحات صحفية، إن مستوى “الكراهية” الظاهرة أسوأ بكثير مما كان عليه خلال مسيرة قاتلة نظمها متطرفون يمينيون في شارلوتسفيل في عام 2017.
واعتبر ترمب أن مسيرة “شارلوتسفيل لا تمثّل شيئا على الإطلاق، مقارنة بمستوى الكراهية الموجود في الجامعات، بحسب مزاعمه.
يشار إلى أن احتجاجات شارلوتسفيل في 2017، شملت أشخاص يتبعون اليمين المتطرف واليمين البديل، والكونفدرالية الجديدة، الفاشيين الجدد، القوميين البيض، النازيين الجدد، كو كلوكس كلان، وميليشيات مختلفة.
وهتف المتظاهرون بشعارات عنصرية ومعادية للسامية، وحملوا بنادق نصف آلية، ورموز نازية ونازية جديدة مثل الصليب المعقوف والصليب الحديدي، والأعلام الكونفدرالية، ورموز مختلفة لجماعات ضد المسلمين ومعادية للسامية.
وشملت الأهداف المعلنة للمنظمين توحيد حركة القومية البيضاء الأمريكية ومعارضة إزالة تمثال روبرت “إي لي من لي بارك”.
في الأثناء، هدّد رئيس مجلس النوّاب مايك جونسون خلال زيارة لجامعة كولومبيا، بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تُعاني “فيروس معاداة السامية”، على حدّ تعبيره.
ولا يزال التوتّر سائدا في الجامعات الأمريكيّة التي تشهد تظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزّة، وحيث أوقِف مئات الأشخاص في وقت تواجه شرطة مكافحة الشغب طلّاباً غاضبين.
ومن لوس أنجلوس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأمريكيّين المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
ومنذ أيّام، يتكرّر المشهد في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث ينصب طلاب خياما في جامعاتهم تنديدا بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في غزّة. ثمّ تعمل شرطة مكافحة الشغب في أحيان كثيرة على إخلائهم بناء على طلب إدارة الجامعة.
ومساء الأربعاء، أوقِف أكثر من مئة متظاهر قرب جامعة “إيمرسون كولدج” في بوسطن. وعلى بُعد آلاف الأميال، أوقف عناصر أمن يمتطون جياداً طلابا في جامعة تكساس في مدينة أوستن.
في السياق، طردت الشرطة صباح الخميس طلاباً من جامعة إيموري في أتلانتا في جنوب الولايات المتحدة.
وأقرّت شرطة أتلانتا في بيان بأنّها استخدمت مواد “كيماويّة مزعجة” على المتظاهرين في مواجهة “عنف” البعض.
رغم ذلك، يشهد الحراك الجامعي توسّعاً؛ فقد أُنشئ في وقت باكر الخميس مخيّم جديد في حرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة، حيث من المقرّر تنظيم تظاهرة.
وتُظهر مقاطع فيديو على مواقع التواصل تمثالاً لجورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، وقد لُفّ بالعلم الفلسطيني حول جبهته. وعند أسفل التمثال، نصب المتظاهرون حوالي عشر خيام.