وسط التصعيد المستمر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في الجبهة الشمالية، يستعد أكبر مستشفى تحت الأرض في إسرائيل، الموجود في القدس، لـ”أسوأ الاحتمالات” في حالة وقوع حرب شاملة مع الجماعة، بحسب تقرير لشبكة سكاي نيوز البريطانية، الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024.
تقرير الشبكة نقل عن الطبيب الإسرائيلي، يحزقيل كاين، أن المستشفى المحصّن الموجود أسفل مركز هرتسوغ الطبي في القدس، تمت زيادة عدد الأسرَّة فيه إلى 350 سريراً، مع توقعات بتوسعة قريبة تشمل 100 سرير آخر.
والمجمع الطبي تحت الأرض “مصمم لمقاومة الهجمات البيولوجية والكيماوية”، وفقاً لـ”كاين”، لافتاً إلى أنه سيتم العمل فيه أيضاً في حال جرى إجلاء المرضى من المستشفيات الأخرى القريبة من الجبهة.
كما أضاف كاين أنه في حال توسع الحرب مع حزب الله، فإن المستشفيات في الشمال ستعج بالجرحى وستتعرض هي نفسها لإطلاق النار، وفي هذه الحالة سيتعين عليها إجلاء المرضى إلى وسط البلاد، كما حدث في الأسابيع الأولى من الحرب مع حماس.
واعتبر الطبيب الإسرائيلي أن “هجمات حماس غير المسبوقة، ووابل الصواريخ والطائرات من دون طيار التي أطلقتها إيران في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري، غيّرت كل شيء بالنسبة لشعب إسرائيل”، موضحاً: “لم نواجه قط وضعاً يكون فيه التهديد الذي يتعرض له السكان المدنيون كبيراً إلى هذا الحد”.
إضافة إلى ذلك، شدد كاين على أنه “في حال تعرض القدس نفسها للهجوم، فيمكن للمستشفى إخلاء حتى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى المخابئ الموجودة بالأسفل، خلال ساعات قليلة”.
وحسب تقرير سكاي نيوز، فإنه “يمكن إغلاق المخابئ بالكامل لمدة 96 ساعة، فيما يسمى بإجراءات (سفينة نوح)”، لافتاً إلى أن مركز هرتسوغ يقوم بتدريب موظفيه بانتظام استعداداً لـ”أصعب السيناريوهات” في حال توسعت الحرب في الشمال.
وتصاعد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي ردت عليها إسرائيل بحرب على قطاع غزة مستمرة حتى اليوم.
والأربعاء أعلن وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، أن قوات بلاده تقوم بـ”عملية هجومية” على جنوبي لبنان بأكمله، وسط تبادل لإطلاق النار شبه يومي عند الحدود بين البلدين.
وفي بيان له قال غالانت: “انتشرت الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوبي لبنان بأكمله”، من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية.
وأكد أنه تم “القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا”، حسب وكالة فرانس برس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق الأربعاء، أنه شن “هجوماً واسع النطاق طال حوالي 40 هدفاً تابعاً لمنظمة حزب الله الإرهابية، في محيط عيتا الشعب في جنوب لبنان، من خلال طائرات حربية وقصف مدفعي”.
وأوضح الجيش في بيان أنه هاجم “مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها”.
ووفقاً للبيان، فإن حزب الله “يستخدم منطقة عيتا الشعب لأغراض إرهابية، ووضع في هذه المنطقة عشرات الوسائل والبنى التحتية الإرهابية التابعة للمنظمة والتي تم توجيهها صوب الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.