يبدو أن إيران التي نفت تعرضها لهجوم جوي مباشر، لا تسعى للرد على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان، حيث أبلغت روسيا إسرائيل بفحوى هذه الرسالة، فيما تحركت العديد من الدول لحث طهران على الاكتفاء بهذه الجولة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن روسيا أبلغت إسرائيل أن “إيران لا تريد تصعيدا”.
وقال لافروف في تصريحات لوسائل إعلام روسية اليوم الجمعة، إنه خلال الاتصالات الأخيرة مع الممثلين الإسرائيليين نقلت روسيا إليهم موقف إيران ومفاده أن طهران لا تريد مزيدا من التصعيد.
وقال: “لقد تم التأكيد بشكل واضح للغاية خلال هذه المباحثات أن إيران لا تريد التصعيد وأبلغنا الإسرائيليين بذلك”.
ورغم ذكر لافروف أن الاتصالات بدأت بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي، لكن توقيت تصريحاته بعد ضربة إسرائيل الانتقامية، تشير إلى أن موقف طهران لم يتغير.
ودعت مؤخرا عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة إلى تجنب التصعيد بين إسرائيل و إيران بعد أن استهدفت الأخيرة مناطق إسرائيلية بمسيرات وصواريخ ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، وهي الضربة التي قتل فيها 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني.
تقليل من الهجوم وإنكار
وكان مسؤول إيراني كبير قد أكد لوكالة رويترز أن طهران ليس لديها خطة للرد الفوري على إسرائيل، وقال “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوم”.
وفي السياق اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مدينة أصبهان، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة
وقالت الصحيفة أن التفاعل الإيراني مع الضربة الإسرائيلية يدل على نجاح المساعي الدبلوماسية الدولية التي دعت إلى تجنب حرب شاملة في المنطقة منذ هجوم طهران بطائرات بدون طيار وصاروخ على الدولة العبرية الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن تقليل وسائل إعلام ومسؤولين إيرانيين من حجم الهجوم عندما أشاروا إلى أنه هجوم تم من قبل “متسللين” وليس إسرائيل، مما لا يدعي الحاجة إلى الانتقام، وهو ما يبين رغبتهم في إيقاف “دورة الردود الإنتقامية” بين إيران وإسرائيل.
وقالت نيويورك تايمز، إن رد الفعل الخافت بعد الضربة الإسرائيلية من كلا البلدين يشير إلى أنهما يريدان تخفيف التوترات.
وقال محلل للتلفزيون الرسمي إن طائرات مسيرة صغيرة يقودها “متسللون من داخل إيران” أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنه بعد منتصف الليل بقليل “شوهدت ثلاث طائرات مسيرة في سماء أصفهان. ونشط نظام الدفاع الجوي ودمر هذه الطائرات المسيرة في السماء”.
وأشارت وسائل الإعلام في كلا البلدين تقلل من شأن الهجوم فيما قال محللون إنه علامة على أن الخصمين يسعيان إلى تهدئة التوترات.
ماذا حدث؟
شنت إسرائيل ضربة جوية ضد إيران ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها في نهاية الأسبوع الفائت .
أعلنت إيران أنها أسقطت مسيرات عدة وأنه ” ليس هناك هجوم صاروخي في الوقت الحالي” على البلاد، وذلك بعد سماع انفجارات قرب مدينة أصفهان بوسط البلاد.
أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية الجمعة بأن المنشآت النووية الموجودة في أصفهان بوسط إيران “آمنة تماما”، وذلك بعد تقارير عن وقوع انفجارات في المنطقة.
ذكر مسؤول إسرائيلي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن الهدف من الضربة إرسال رسالة بأن إسرائيل قادرة على ضرب الداخل الإيراني.