بعد يومين فقط من افتتاحه في الجزائر العاصمة، أغلق مطعم تابع لسلسلة الوجبات السريعة الأمريكية “كيه. أف. سي” (كنتاكي) أبوابه الأربعاء؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية مناهضة له.
وتواجه “كيه. أف. سي”، ضمن علامات تجارية غربية عديدة، حملات مقاطعة شعبية بأنحاء العالم؛ على خلفية اتهامات لها بدعم لإسرائيل ماليا في حرب مدمرة تشنها على غزة منذ أكثر من 6 أشهر.
ووفق وسائل إعلام جزائرية، بينها الموقع الإخباري الناطق بالفرنسية “كل شيء عن الجزائر”، فإن المطعم الأمريكي، الموجود بمنطقة دالي إبراهيم غربي العاصمة، أغلق أبوابه الأربعاء بعد افتتاحه الاثنين.
ونشر الموقع مقطع فيديو يظهر أبواب المطعم وهي موصدة، وتم نزع شعار السلسة الأمريكية “Kentucky Fried Chicken (KFC)”، الذي كان مثبتا على الجدار الزجاجي للمبنى.
ومنذ الساعات الأولى لافتتاح المطعم الاثنين، وهو الأول للسلسلة الأمريكية بالجزائر، نظم نشطاء أمامه احتجاجات؛ بسبب ما قالوا إنه دعم مالي تقدمه هذه العلامة الأمريكية لإسرائيل.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل منشورات تظهر الاحتجاجات، مع دعوات إلى إغلاق المطعم، مرفقة بصور لأشلاء أطفال بغزة؛ جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعلق نشطاء على زبائن قصدوا المطعم في يومه الأول بالقول: “بصحتكم أطباق الدجاج برائحة لحم ودم أطفال غزة”.
وحتى الساعة 14:45″ت.غ”، لم يصدر تعقيب من السلطات الجزائرية في هذا الشأن.
واعتبر الجزائريون أن افتتاح أول فرع لسلسلة مطاعم كنتاكي في الجزائر في هذا التوقيت، الذي يشن فيه الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ضد المدنيين في غزة، (اعتبر) استفزازاً للشعب الجزائري، الذي يدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وحمل الجزائريون أمام مقر كنتاكي الجزائر شعارات مختلفة تدعو للمقاطعة، على غرار “قضيتك أولى من معدتك متشريش”، “بهدلتونا” ، “قاطع كنتاكي”، وكانت أبرز لافتة “لا سمح الله”، المقتبسة من كلام “أبو عبيدة”، الناطق باسم كتائب القسام.
كما ردد الجزائريون الهتاف المعهود في كل الوقفات الاحتجاجية الخاصة بالقضية الفلسطينية: “يا للعار يا للعار.. باعوا غزة بالدينار”، وأضافوا عليها: “كنتاكي برى برى.. الجزائر حرة حرة”.
ولم تخلُ مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً من المطالب التي رفعها الجزائريون الذين طالبوا بإغلاق المطعم، بسبب الإعلان الذي نشرته الشركة على موقعها الرسمي تُساند من خلاله الاحتلال الإسرائيلي.
بدأ إنشاء مطعم كنتاكي الجزائر قبل سنتين، وافتتح رسمياً يوم 14 نيسان/أبريل 2024، على مساحة تقدّر بحوالي 400 متر، وبدأ بعرض وجباته بنحو 5000 دينار جزائري، ما يعادل 30 دولاراً، الثمن الذي اعتبره الجزائريون مبالغاً فيه.
في المقابل تم تنظيم حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تنفر المواطنين من الأكل في مطعم كنتاكي الجزائر، بسبب كمية الزيوت التي يُقلى فيها الدجاج، في الوقت الذي يتمتع الجزائريون بنظام غذائي غني ومتنوع على النمط المتوسطي.
وأعرب نشطاء عن فخرهم بموقف المواطن الجزائري الواضح من كل العلامات التجارية الداعمة للكيان الصهيوني، حيث يرفض حسبهم بشكل لا رجعة فيه كل أنواع التطبيع، ولو مع مطعم دجاج.
يُذكر أن شركة “كنتاكي” أو “كي إف سي” كما تُعرف حالياً، سلسلة مطاعم للوجبات السريعة تختص أساساً بالدجاج المقلي، يقع مقرها في مدينة “لويفيل” بولاية كنتاكي الأمريكية، الذي أخذ تسميته منها.
يعود تاريخ افتتاح أول مطعم للعام 1952، ولديه فروع كثيرة عبر العالم، إذ يُعد ثاني أكبر سلسلة مطاعم وجبات سريعة من حيث المبيعات بعد “ماكدونالدز”.
للإشارة تعد شركة KFC تابعة ل yum brands وتم إنشاء الشركة باعتبارها فرعًا من شركة PepsiCo وهي من أبرز الشركات التي تتلقى مقاطعة واسعة من دول العالم، بسبب دعمها للإحتلال الإسرائيلي.