شهد العمق اللبناني، مساء الأربعاء 17 أبريل/نيسان 2024، أبعد استهداف عن الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد أن بلغ التصعيد أوْجه بين إسرائيل و”حزب الله” خلال الساعات الـ24 الماضية.
في أحدث ما شهدته الحدود المتوترة منذ بدء حرب غزة، استهدف الاحتلال مبنى بحي سكني قرب مدينة بعلبك، شرقي لبنان.
حيث أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ مبنى يضم محال تجارية ضمن حي سكني في بلدة إيعات، المجاورة لبعلبك، والتي تبعد بنحو 100 كلم عن حدود البلاد الجنوبية.
وكان أبعد مدى بالعمق اللبناني وصلت إليه هجمات إسرائيل خلال جولة الاشتباكات الراهنة مع “حزب الله”، هو الضاحية الجنوبية في بيروت، التي تبعد نحو 85 كلم عن الحدود مع إسرائيل.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ قصفاً على منطقة شمال بعلبك بالطيران الحربي وليس عبر مسيَّرة، وإنه استهدف “منظومة دفاع جوي تابعة لحزب الله”.
وأضاف، في بيان نشره على حسابه لمنصة إكس: “إضافة إلى ذلك، قامت قوات الجيش بهجوم (لم يحدد طبيعته) لإزالة تهديد في منطقة كوكبا” بقضاء حاصبيا جنوبي لبنان.
هجوم “عرب العرامشة”
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال إصابة 14 من جنوده، بينهم 6 بجروح بالغة، في هجوم لـ”حزب الله” بمسيَّرات وصواريخ على منطقة عرب العرامشة، شمالي الأراضي المحتلة.
وسبق أن أعلن “حزب الله”، في بيان، “شن هجوم مركَّب على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة”.
فيما تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن “الهجوم المركَّب” الذي شنه حزب الله على أهداف في عرب العرامشة، كان كميناً مدبراً للرد على اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله اللبناني.
حيث أكد تحقيق أوَّلي أجراه جيش الاحتلال، أن الهجوم الذي نفذه حزب الله تم بطائرتين مُسيّرتين مفخختين وصاروخين مضادين للدروع على أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي، للرد على “عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا الثلاثاء في جنوب لبنان لقادة ميدانيين كبار في حزب الله”.
بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله تمكَّن من جمع معلومات استخباراتية عن انتشار قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية، ونجح في استهداف موقعين بعرب العرامشة تواجد فيهما جنود احتياط، بواسطة صاروخين مضادين للمدرعات، وأتبعهما بطائرتين مسيَّرتين مفخختين استهدفتا فرق الإنقاذ.
وفقاً للرواية الإسرائيلية، فإن حزب الله أراد الرد على اغتيال قيادات ميدانية، فأطلق صاروخين مضادين للدروع، استهدف أحدهما المركز الجماهيري في عرب العرامشة، والآخر مركبة في البلدة الحدودية؛ ولم يتم تفعيل صفارات الإنذار غير القادرة على تمييز تهديد الصواريخ المضادة للدروع.
ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخين أُطلقا من منطقة طيرحرفا؛ وبعد تحقيق الإصابات في الموقعين، شن حزب الله هجوماً بطائرتين مسيرتين متفجرتين انفجرتا في الموقعين المستهدفين؛ حسبما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأكدت أن الإصابات وقعت من جراء الصاروخين المضادين للدورع وكذلك انفجار المسيرتين المفخختين.
سلسلة هجمات
وحتى الآن، أعلن حزب الله عن شن 8 هجمات على مواقع عسكرية للاحتلال خلال الأربعاء، غداة استشهاد 3 من عناصره، في إطار تصعيد لافت، للمواجهة مع جيش الاحتلال.
وقال الحزب، في سلسلة بيانات متلاحقة، إنه استهدف “ثكنة زبدين الإسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة، بصواريخ فلق”، وحقق “إصابة مباشرة”.
وأضاف أنه استهدف “تجهيزات تجسسية بموقع الرمثا الإسرائيلي بأسلحة مناسبة”.
وتابع الحزب أن مقاتليه “استهدفوا وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون (الإسرائيلية) بالصواريخ الموجهة، وتمت إصابة تجهيزاتها وتدميرها”.
كما لفت إلى أن مقاتليه “استهدفوا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا، بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية”.
وأضاف أنهم “استهدفوا أيضاً آلية عسكرية (إسرائيلية) في أثناء دخولها إلى موقع المطلة”، و”أصابوها إصابة مباشرة، وأوقعوا مَن فيها بين قتيل وجريح”.
وأفاد كذلك بأنه “قصف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت الإسرائيلية بصاروخ، وأصابها إصابة مباشرة”.
كما استهدف مقاتلو الحزب، وفق بياناته، “انتشاراً مستحدثاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت، بصواريخ وقذائف مدفعية”.
والثلاثاء، أعلن “حزب الله” مقتل 3 من عناصره في هجمات إسرائيلية، بينهم اثنان زعم الجيش الإسرائيلي أنهما من أبرز كوادر الحزب.
ويتبادل “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين، معظمهم بلبنان.
ويقول الحزب إنه يتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 110 آلاف بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.