في خضّم الاستعدادات الإسرائيليّة لتوجيه ضربةٍ لإيران، وتخوّف قادة الكيان من اندلاع حربٍ إقليميّةٍ بمُشاركة حزب الله اللبنانيّ، ونقلاً عن محافل سياسيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّه في جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) الموسع طلب رئيس الموساد، دافيد بارنيع، من ضابطةٍ كبيرةٍ أنْ تقدم تقريرًا معمقًا حول الوضع في إيران، يتضمن مصادر وأسماء وتفاصيل حساسة، إلّا أنّ الضابطة رفضت وأبدت قلقها لأنّ كلّ ما يُقال سيتم تسريبه للخارج.
ولفتت القناة العبريّة إلى أنّ الحادثة تعكس حالة عدم الثقة في الوزيريْن المتطرّفيْن، إيتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش، وأنّهما لا يسربان للإعلام فقط، بل لشركائهم المتطرفين ومستشاريهم وحاخاماتهم.
القناة علقت على الكشف عمّا يدور في الأروقة المغلقة بقولها: “الكابينيت كان قدس الأقداس وتحول إلى برلمانٍ للخطابات”، على حدّ تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الأربعاء، إنّ ما يُسمى بمجلس الحرب في إسرائيل فقد السيطرة، ومن شأنه أنْ يقود تل أبيب إلى حربٍ إقليميّةٍ من شأنها أنْ تحكم بالإعدام على الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ الردّ الإسرائيليّ القريب والقويّ ضدّ إيران، والذي بحسب المصادر المطلعة على الأمور، يحظى بتأييدٍ من جميع أعضاء مجلس الحرب، من شأنه أنْ يُحقِّق حلم قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار بجرّ إسرائيل إلى حربٍ على عدّة جبهاتٍ، وهو الأمر الذي لم يستطع إخراجه إلى حيّز التنفيذ في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الفائت.
وفي السياق، أكّدت مصادر أمنيّة في تل أبيب أنّ قصفًا مكثّفًا من حزب الله على عمق دولة الاحتلال بمعدّل خمسة آلاف صاروخٍ في اليوم، سيؤدّي إلى إعطاب البنية التحتيّة للكهرباء، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ حركة المواصلات البحريّة والجويّة من وإلى تل أبيب ستتوقّف نهائيًا، ولفتت المصادر إلى أنّ هذا السيناريو كشفه رئيس سلطة الطوارئ الإسرائيليّة، وهي تابعة لوزارة أمن الكيان، في اجتماعٍ خاصٍّ وسريٍّ مع أصحاب الشركات في دولة الاحتلال، وفق ما كشف عنه النقاب موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ.
وبحسب المسؤول الإسرائيليّ، الجنرال يورام لاردو، فإنّ الدولة العبريّة قامت بشراء موادٍّ أساسيّةٍ للغذاء والدواء بقيمة ملياريْ شيكل إسرائيليّ، (500 مليون دولار)، وهو مبلغ غير مسبوقٍ، وذلك في إطار استعداداتها لنشوب حربٍ شاملةٍ مع حزب الله. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الاجتماع المذكور عُقِد ضمن استعدادات الصناعيين في الكيان لمُواجهة الحرب ضدّ المنظمة اللبنانيّة.
وأوضح الموقع العبريّ في تقريره الحصريّ أنّ الجنرال لاردو امتنع عن كشف الاحتياطات التي تملكها إسرائيل، ولكنّه قال أنّ هذه الاحتياطات مهّمة جدًا لمحاولة ضمان استمرار الحياة اليوميّة في الأسواق الإسرائيليّة، إذْ أنّ القصف الكثيف الذي سيتعرّض له العمق الإسرائيليّ من قبل حزب الله، سيكون مؤلمًا وقاسيًا جدًا، كما أنّ السفن المحملّة بالبضائع والقادمة إلى إسرائيل لإفراغ حمولاتها ستتوقّف، علمًا أنّ 90 بالمائة من الاستيراد الإسرائيليّ يعتمد على النقل البحريّ.
وشدّدّ الجنرال لاردو على أنّ حماس لم يُشكِّل تهديدًا عميقًا على حريّة نقل واستيراد البضائع عن طريق الموانئ، ولكن في حال اندلاع الحرب مع حزب الله سيكون الوضع مختلفًا بالمرّة، إذْ أنّ سقوط خمسة آلاف صاروخ يوميًا على إسرائيل سيؤدّي للقضاء على قوّة الطاقة الإسرائيليّة، الأمر الذي سينتج عنه دخول الكيان إلى حالةٍ من الظلام الدامس تستمّر من يومٍ حتى يوميْن، وفي مناطق أخرى قد تستمّر عدّة أشهرٍ، دون أنْ يُفصِح عن اسم المناطق، طبقًا لأقواله.
من ناحيته، أضاف الموقع العبريّ، قال مدير شركة الكهرباء الإسرائيليّة، إنّه في الحرب القادمة مع حزب الله ستشهد إسرائيل انقطاعات كثيرة وكبيرة في الكهرباء، ولا يُمكننا التعهد بتزويد الكهرباء كما هو الحال الآن، على حدّ تعبيره.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، كشف الموقع التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) عن أنّه في منطقةٍ في النقب وفي عمق عشرات الأمتار، تتواجد منشأة سريّة تخزن بداخلها كمياتٍ كبيرةٍ من الوقود بهدف استعمالها بأوقات الطوارئ.
وتبع الموقع قائلاً إنّ الهدف من هذه المنشأة هو ضمان سير الحياة العاديّة في إسرائيل، التي ستتعرّض لظلامٍ دامسٍ عقب إصابة بنيتها التحتيّة، بما في ذلك محطاتها الكهربائيّة، بصواريخ حزب الله اللبنانيّ.
وبحسب التقديرات الإسرائيليّة فإنّ انقطاع التيّار الكهربائيّ في إسرائيل سيطال أكثر من ستين بالمائة من أرجاء الكيان، وأنّه سيستمِّر على الأقّل لمدة يوميْن، أي 48 ساعة، كما ذكر الموقع العبريّ.