أسهمت الهطولات المطرية غير المسبوقة التي شهدتها مناطق مختلفة في محافظة إربد العام الحالي، بانتعاش المحاصيل الزراعية الحقلية وأهمها القمح والشعير، في وقت يستبشر مزارعون بأن يعود عليهم الموسم الزراعي بأرباح جيدة تعوض خساراتهم خلال السنوات الماضية التي شهدت شحا في كميات الأمطار.
وكان عشرات المزارعين قد تعرضوا لخسائر فادحة في السنوات السابقة بسبب قلة الأمطار، ما دفع بالعديد منهم إلى العزوف عن الزراعة، وتراجعت نسبة المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير بنسبة
20 %، وفق تقديرات رسمية.
وقال مزارعون إن الأمطار التي شهدتها محافظة إربد وتجاوزت المعدل العام أنعشت آمالهم بموسم زراعي جيّد، وخصوصاً إذا ما تبعه أجواء مناخية ملائمة لنضوج مكتمل للثمار.
وأشاروا إلى أن زراعات القمح والشعير المزروعة بمساحات واسعة تنمو حتى الآن بشكل جيد، وتبشر بمحصول جيد، في المقابل فإن هناك مساحات خضراء واسعة تشكّلت لتكون مراعيَ طبيعية للثروة الحيوانية، ما يخفّف من تكاليف الأعلاف، متوقّعين بداية تعافٍ لهذا القطاع، بعد تراجُع ملحوظ في أعداد المواشي خلال العامين الفائتين.
وقال المهندس الزراعي ماجد عبندة إن كميات الأمطار تجاوزت المعدل السنوي في كافة مناطق محافظة إربد، وتوزعت على كامل أيام الموسم، وكانت تفصلها فترات مشمسة ساعدت المزارعين على الاعتناء بأراضيهم، من عمليات زراعة وحراثة ورش وتقليم، مؤكداً أن درجات الحرارة كانت معتدلة فلم تتأثر معظم المناطق بالصقيع أو الانجماد ولم تحدث أضراراً تذكر.
وأوضح أن الامطار ورغم ارتفاع كمياتها لم تحدث انجرافات للتربة، معتقداً أن هذا الموسم سيكون ممتازا في كافة النواحي سواء للمراعي وسيزيد من مدة الربيع وهذا يحسن من إنتاج الحليب والعسل وثمار الأشجار والمحاصيل الحقلية والشتوية والصيفية.
وقال المزارع فراس مساعدة إن غزارة الأمطار التي هطلت على مناطق المحافظة هذا العام دفعت بالعديد من المزارعين إلى زراعة أراضيهم بمحاصيل القمح والشعير والبصل، إضافة إلى المحاصيل الصيفية، مستبشرا بموسم جيد يعوضهم خسائر العام الماضي الذي تراجعت فيه كميات الأمطار.
ولفت إلى تحسن المراعي الطبيعية وزيادة الرقعة الخضراء بفعل الأمطار، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مربي الماشية ويخفف عنهم كلف شراء الأعلاف وينشط تربية الثروة الحيوانية التي تراجعت خلال السنوات الماضية بسبب ارتفاع تكاليف العلف.
وأشار محمد أبو عين إلى أن التساقط الغزير للأمطار في محافظة إربد شجع مئات المزارعين على العودة لزراعة أراضيهم بعد أن هجروها خلال السنوات الماضية بسبب قلة الأمطار والخسائر التي تكبدوها نتيجة عدم نمو المحاصيل، مبينا أن الأمطار أسهمت بزيادة المناطق الرعوية لأصحاب المواشي الذين يعتمدون بشكل كبير على الأعشاب لإطعام المواشي.
من جانبه، قال مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي إن الأمطار الهاطلة على إربد تجاوزت المعدل السنوي وفي بعض المناطق وصلت إلى 160 %، وبالتالي تبشر بموسم زراعي جيد، خاصة لمحاصيل القمح والشعير والبصل والزراعات الصيفية.
وأكد أبو عرابي أن هطل الأمطار وتتابعها يعزز المخزون الإستراتيجي للمياه، كذلك الحفائر والسدود الترابية التي أعدتها وزارة الزراعة لجمع أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار خدمة لمربي الماشية وللاستخدامات الزراعية المختلفة.
وتوقع أبو عرابي أن إنتاج محافظة إربد من القمح والشعير الموسم الحالي سيكون الأفضل، مبينا أن الأمطار الأخيرة التي هطلت قبل أيام ساهمت في القضاء على بعض الأمراض التي تصيب المزروعات، ورفدت مخزون المياه الجوفية، وساهمت في نمو النباتات الرعوية في معظم أرجاء المحافظة.
وأشار إلى أن نمو الأعشاب بشكل كبير سيساهم في خفض الكلف المالية على المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، لافتا إلى أن الأشجار المثمرة نالت النصيب الأوفر من المياه في الحصول على حاجاتها ما ينعكس إيجابا على تخفيض كميات المياه لريها في فصل الصيف.