في الوقت الذي بدأ فيه الإنتاج الخضري يتناقص مع قرب انتهاء الموسم، تراجعت أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي إلى أقل من معدلاتها السنوية وبأقل من كلف التسويق.
وبحسب مزارعين انعكس عليهم ذلك على شكل خسائر، لافتين إلى أن أسعار بيع معظم الأصناف استقرت عند مستويات منخفضة نتيجة تراجع الطلب ووفرة المعروض في الأسواق.
ويشير مزارعون الى أن تراجع أسعار البيع لمستويات متدنية وتراجع جودته سيدفع بالعديد للتوقف عن خدمة محاصيلهم ورعايتها أو إنهائها لخفض الكلف، الأمر الذي سيؤدي لتراجع كبير في الإنتاج في الفترة المقبلة، مؤكدين ان غياب التصدير للأسواق الخارجية تسبب في اختلال ميزان العرض والطلب.
ويلفت المزارع نواش اليازجين، إلى أن الاستمرار في رعاية المحاصيل دون جدوى سيكبدهم خسائر إضافية ما يدفعهم للتوقف عن تقديم الخدمات اللازمة لاستمرارية الإنتاج، كالرش والتسميد والعمليات الزراعية الأخرى، مضيفا أن الموسم الخضري في وادي الأردن دخل نهاية المضمار ما يتطلب من المزارعين اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بالاستمرار حتى أشهر الصيف أو التوقف.
ويوضح أن الاستمرار حتى حزيران(يونيو) المقبل ينطوي على مخاطرة، إذ أن مستلزمات الإنتاج كالبلاستيك الزراعي وأنابيب الري قد تتعرض للتلف نتيجة التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، لافتا إلى أن الأسعار الحالية ستدفع المزارعين إلى التفكير جديا بانهاء الموسم مبكرا والحفاظ على رأس المال على أمل أن يتمكن من العودة لزراعة أرضه للموسم القادم.
ويشاركه الرأي المزارع صلاح العدوان الذي يؤكد أن استمرار أسعار البيع على ما هي عليه الآن يشكل تحديا أمام استمرارهم لفترة أطول، منوها إلى أن أي كلف في ظل الظروف الحالية سيكون لها آثار سلبية، في حين أن تقليل المصاريف سينعكس على حجم الإنتاج وجودته.
ويبين أن الاستمرار في زراعة الأرض في الوقت الحالي غير مجدية ومكلفة في ظل انخفاض الأسعار وغياب الأسواق التصديرية التي تشكل ضمانة للمزارع، مؤكدا أنه غير قادر على رعاية محصوله أو القدرة على تغطية نفقات المزرعة خاصة أجور العمال ما سيجبره على التوقف مكرها.
ويلفت رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن تدني أسعار البيع ستنعكس سلبا على المزارع في وادي الأردن وصموده وقدرته على مواصلة العمل، مؤكدا ان استمرار انخفاض الأسعار سيؤدي إلى انتهاء الموسم بشكل مبكر.
من جانبه يؤكد مدير سوق العارضة المركزي م. احمد الختالين، انه ورغم أن كميات الخضار الواردة إلى السوق لا تتجاوز 450 طن يوميا، إلا أن أسعار البيع ما تزال منخفضة، عازيا ذلك إلى تراجع الطلب على المنتوجات وعدم وجود حركة تصدير إلى الأسواق الخارجية.
وبحسب إحصائيات سوق العارضة المركزي فإن سعر بيع صندوق الخيار تراوح ما بين 1 و 2 دينار، والباذنجان ما بين 2 و 2.5 دينار للصندوق، والبطاطا ما بين 3 – 4 دنانير للصندوق، الفلفل بنوعيه الحلو والحار ما بين 2 – 2.5 دينار للصندوق في حين استقر سعر بيع صندوق البندورة على 1 دينار.
يذكر أن الموسم الزراعي في وادي الأردن يبدأ في تشرين الأول (اكتوبر) ويستمر لغاية حزيران (يونيو) من كل عام، إلا أنه وبفعل التغيرات المناخية وتردي الأسعار وتراجع الإنتاج، فإن المواسم الأربعة الماضية شهدت تأخرا في بدء الموسم الزراعي في وادي الأردن في مقابل انتهائه بشكل مبكر.