عطلة منتظرة، استراحة تمتد لما يقارب الأسبوع، بعد أن أسبق الكثيرون بداية عطلة العيد بإجازة، علها تكون فرصة للاستمتاع و”تغيير المزاج العام”، عدا عن توجه البعض لوضع خطة “منزلية ودراسية” لأفراد الأسرة، بعد شهر من الصيام المرتبط بالعبادات والتواصل الأسري.
السمة العامة لأي مخطط في هذه العطلة، يعتمد على طبيعة الأجواء المناخية التي تطغى على أيام العيد، والذي يحدد قدرة العائلات على الاستمتاع بالربيع من خلال الرحلات العائلية، والتجمعات، بيد أن التوقعات تشير إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي الذي قد يقيد حركة الأسر في الإجازة.
وبسبب تقلبات الجو المتوقعة، تنوي عائلة عيسى نصير، أن تقسم الزيارات العائلية على مدى أيام العيد، من باب التخفيف على أنفسهم وأرحامهم، وفق قوله، كما أن الظروف الاقتصادية والأجواء المجتمعية بشكل عام، تلقي بظلالها على مزاج الناس، والمواضيع التي سيتم طرحها في كل التجمعات هي “الأحداث الجارية في غزة”، التوقعات والتحليلات، ما يؤثر على أجواء العيد بشكل عام.
ويرى نصير، أن أي أسرة لديها أطفال من المهم جداً أن تخصص وقتاً للترفيه والتسلية، وإشعارهم بعظمة العيد وأنه فرحة للمسلمين، وأن يتم مكافأتهم على صيامهم وصلاتهم خلال رمضان، وهذا يتطلب من أرباب الأسر أن يرسموا الفرحة على وجوه أطفالهم من خلال “الرحلات العائلية، والخروج في نزهة أو زيارة أماكن الترفيه المخصصة لهم”، على سبيل المثال.
وعلى الرغم من أن قرار العطلة ينص على أنه “ووفق البلاغ، فإن عطلة عيد الفطر ستبدأ اعتباراً من صباح الثلاثاء الموافق للتاسع من نيسان/أبريل المقبل، وحتى مساء الجمعة الموافق للثاني عشر من الشهر ذاته”، لجميع الوزارات، والدوائر الرسمية، والمؤسسات والهيئات العامة، والجامعات الرسمية، والبلديات ومجالس الخدمات المشتركة وأمانة عمان الكبرى، والشركات المملوكة بالكامل للحكومة أعمالها، وقد يستثنى الوزارات والدوائر الرسمية التي تقتضي طبيعة عملها خلاف ذلك، إلا أن نسبة كبيرة من الموظفين وأصحاب الأعمال “الخاصة”، قد أقروا العطلة بدءا من بداية الأسبوع الحالي، الأمر الذي وفر لنسبة كبيرة من الناس فرصة لفترة أطول من العطلة، ليكون لديهم مساحة كافية، للتسلية، وقضاء العيد مع العائلة، ومن ناحية أخرى، هناك من يضع برنامجاً آخر يتم فيه أيضاً استغلال العطلة لإنهاء بعض الأعمال العالقة، فيما يخصص آخرون أياما منها “للدراسة”، وفق إعلان نسب كبيرة من المدارس جدول امتحانات الشهر الثاني بعد انتهاء عطلة العيد مباشرة.
وهو ما قررته بالفعل، نسبة كبيرة من الأمهات، من خلال حديثهن عبر “مجموعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي”، بحيث تكون نهاية الأسبوع الحالي، فرصة للتهيئة للعودة للمدرسة بنشاط وتحضير للامتحانات الشهرية، بهمة ونشاط، عدا عن تعديل مواعيد النوم والانتظام، بعد أن قررت وزارة التربية والتعليم كذلك العودة لبداية الدوام المدرسي ليكون عند الساعة 8 صباحاً بدلاً من الثامنة والنصف.
وتتغير الترتيبات لعطلة العيد بناءً على متطلبات الأسرة واحتياجاتها، وفق الاستشاري واختصاصي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان، الذي يقول إن العطلة فرصة وفرحة ينتظرها الأردنيون أفرادا وأسرا، كونه مناسبة فرح للجميع؛ فرح بإتمام العبادة، وأيام العيد هي إجازة للجميع، باستثناء من تتطلب طبيعة أعمالهم ومهامهم العمل والمناوبة خلال هذه الأيام.
وإجازة العيد، وإن كانت لأيام محدودة، فإنها مناسبة للتزاور بين العائلات والأصدقاء، خصوصا مع ضعف التزاور لأسباب متعددة، منها الانشغال بالعمل والظروف الاقتصادية والاعتماد على التواصل عن بعد، وهو فرصة لكي يخرج الجميع من روتين الحياة اليومية وبرنامج العمل الذي تعودوا عليه خلال أيام السنة، والترفيه عن النفس، لأن الرتابة، وفق سرحان، تولد الملل وتقلل الإنتاجية وتفقد الإنسان المتعة والدافعية، فالإنسان يبحث عن الفرح ليحقق السعادة، فيحرص على توفير الأسباب التي تؤدي إلى فرحه وسعادته، بل وسعادة الآخرين، خصوصا الزوجة وأفراد الأسرة والأرحام والأقارب.
وتحرص الأسر على استثمار أيام العيد باللقاءات والزيارات، لما لذلك من آثار اجتماعية كبيرة على العلاقات الأسرية من حيث الألفة والمحبة والانسجام وتوثيق الروابط العائلية، ومن أهم العوامل التي تسهم في حسن الاستفادة القصوى من أيام إجازة العيد، كما يبينها سرحان؛ حسن إدارة الوقت والتخطيط، وإن كانت إدارة الوقت واستثماره مهمة في جميع الأوقات والظروف.
ويشرح سرحان “حتى تتمكن الأسرة من استثمار أيام العيد بأفضل طريقة، لا بد أن يسبق ذلك تخطيط قبل بدء الإجازة وأن يشارك في ذلك جميع أفراد الأسرة لأنهم شركاء في حسن إدارة الوقت وتعاونهم أساس للنجاح، إضافة إلى أن المشاركة في اتخاذ القرارات داخل الأسرة هي عملية تربوية تعود الأبناء على أهمية التخطيط في سائر مجالات الحياة، وهنالك أولويات للأسر في أيام العيد، منها صلة الأرحام والأقارب والأصدقاء.
ونظرا لمحدودية الإجازة وتعدد الزيارات وتمكين الأسرة من القيام بأعمال أخرى غير الزيارات، كالترفيه والخروج في رحلة أو نزهة وإن كانت قصيرة، فمن الممكن تحديد مدة الزيارة بالعيد بأن تكون قصيرة ومنسقة مع الطرف الآخر، وهذا يتطلب تعاون الجميع وتقدير ظروف بعضهم بعضا، والبحث عن وسائل ترفيهية ضمن الإمكانيات المادية المتاحة.
كما يؤكد سرحان أهمية وضع برنامج لاستفادة الأسرة من عطلة العيد، وإن كانت قصيرة، يمكن أن يساعد أفرادها على تجديد نشاطهم وحيويتهم، وحتى الزيارات الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة هي نوع من التغيير وكسر الروتين، فالإنسان بحاجة إلى أن يتجاوز هموم الحياة ومشكلاتها ولو لبضعة أيام، لأن في ذلك فوائد صحية ونفسية وتجديد للحيوية وتعد عاملا مساعدا في زيادة إنتاجية الفرد وحافزاً له على مزيد من العطاء.
ويؤكد “لكن من الأهمية العودة للحياة الطبيعية ما بعد العيد، وهذا يتطلب في نهاية الإجازة العودة إلى الحالة الطبيعية التي تتناسب مع حاجة الشخص للنوم وطبيعة عمله أو دراسته، حتى يتمكن الجميع من استئناف العمل أو الدراسة في الوقت المحدد وبراحة نفسية وجسدية”.