تسبب عدم الطلب على منتج اللوز “الأخضر” في شهر رمضان بانخفاض أسعاره لأكثر من 90 % بعد أن سجل قبل شهر رمضان مستويات قياسية في أسعاره، ووصل لأكثر من 8 دنانير للكغم، لتهوي أسعاره في الوقت الحالي إلى أقل من دينارين.
وحسب مزارعين فالطلب على اللوز الأخضر تراجع بشكل كبير في الشهر الفضيل بنسبة 80 % عما كانت عليه في قبل رمضان، مبينين ان ذروة انتاج اللوز الاخضر تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك وان الطلب على اللوز يتراجع في هذا الشهر بسبب عدم وجود اقبال عليه.
وقال المزارعون إنه وبالرغم من كميات الإنتاج لهذا العام غير وفيرة بسبب تساقط الأمطار أثناء مرحلة تزهير أشجار اللوزيات ولقاحها، بالإضافة الى تعرض مزارعهم للصقيع الربيعي، إلا أن الأسعار في هبوط مستمر.
وأشاروا إلى أن العديد من المزارعين توقفوا عن قطاف ثمار الزيتون بسبب تدني الأسعار والتي وصلت إلى ما 60 قرشا للكيلو، فيما قام آخرون بالإبقاء على نصف الانتاج على الاشجار وتركها من اجل تجفيفها مستقبلا للاستفادة من فارق السعر.
يشار الى ان عدد الدونمات المزروعة بأشجار اللوز في محافظة اربد وخصوصا في لواء بني كنانة والوسطية تقدر بـ 6 آلاف دونم يقدر إنتاجها السنوي بحوالي 800 طن.
وقال المزارع علي المحسن إن العديد من المزارعين فضلوا ترك الثمار على الأشجار لعدم جدوى القطاف في ظل الأسعار المتدنية في شهر رمضان، لافتا إلى أن القطاف بحاجة الى عمال والتعبئة وآليات ونقل الإنتاج وغيرها، حيث أن تكلفة القطاف ستكون أعلى من الأسعار وبالتالي سيمنى بخسائر.
وأشار إلى أنه يملك عشرات الدونمات في لواء بني كنانة وكانت الأراضي في السابق مزروعة بأشجار الزيتون، لافتا إلى أنه قام بتغيير نمط الزراعة والتوجه نحو زراعة اللوز أملا في تحسن أوضاعه الاقتصادية وخصوصا وأن أسعار اللوز في سنوات سابقة كانت مرتفعة.
وأوضح انه وخلال السنوات الثلاثة الماضية تعرضوا لخسائر فادحة بسبب تزامن ذروة الإنتاج مع شهر رمضان والذي يضعف الطلب على مادة اللوز، مبينا أن مزارعي اللوزيات يعتمدون على البيع المباشر لطلبة الجامعات أمام البوابات، إلا أنه وفي شهر رمضان تسبب بوقف الطلب على هذه المادة.
وأكد احمد عبيدات ان ارتفاع أسعار اللوز الأخضر في سنوات ماضية شجع العديد من المزارعين الى التحول الى زراعة اللوز بدلا من الاشجار التقليدية، الا انه في الوقت الحالي ومع استمرار انخفاض أسعار اللوز أصبحت زراعته غير مجدية، لافتا الى ان سعر الكيلو من المزرعة يباع للتاجر بحوالي 70 قرشا أو أقل.
وأشار ألى أهمية إقامة مصنع إنتاج من أجل تحويل اللوز الأخضر إلى مجفف في ظل وجود كميات كبيرة تزيد عن حاجة السوق المحلي، مبينا أنه يتم استيراد اللوز المجفف من الخارج نظرا لوجود نقص كبير في هذا المنتج في الأسواق المحلية.
وبين أن اللوز كان في سنوات سابقة مجديا في ظل ارتفاع أسعاره، اذ وصل كيلو اللوز الى حوالي 4 دنانير كمعدل متوسط طيلة الموسم، إلا أن انهيار الأسعار خلال الثلاث سنوات الماضية كبده خسائر كبيرة، موضحا ان كلفة كيلو اللوز بدءا من حراثة الأرض ورش الأشجار بالمبيدات الحشرية وصولا إلى عملية قطف ثمار اللوز وتعبئته بعبوات خاصة ونقله إلى الأسواق تصل الى أكثر من دينار ونصف، فيما يباع في الأسواق بدينار.
وأكد عبيدات أن موسم اللوز يوفر العشرات من فرص العمل، إلا أنه وفي ظل حالة الركود وترك نصف الثمار على الأشجار فإن هؤلاء الأسر والشباب الذين كانوا يعتمدون على هذا الموسم بقوا متعطلين عن العمل، إضافة إلى أن الموسم يشكل مصدر دخل للعديد من المزارعين.
ولفت عبيدات، إلى أن معظم الأراضي المزروعة باللوزيات في لواء بني كنانة غير مخدومة بشبكة طرق زراعية لخدمة المزارعين، مما يشكل تحديا كبيرا أمامهم للوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار اللوزيات.
بدوره، قال مصدر في زراعة إربد، إن الأسعار تخضع للطب والعرض وإن عدم وجود إقبال على مادة اللوز في شهر رمضان بالرغم من قلة الإنتاج لهذا العام تسبب بهبوط أسعاره بشكل لا يتناسب مع التكلفة الحقيقية، الأمر الذي يتطلب من المزارعين اتخاذ إجراءات في حال كان الإنتاج وفيرا أو قليلا من خلال تجفيفه.
وأكد أن الزراعة تشجع المزارعين على إيجاد بدائل تسويقية للوز للحفاظ عليه كمنتج وطني في ظل اعتماد الأردن بشكل كامل على استيراد اللوز الجاف من الخارج، عبر إيجاد بدائل ومنافذ تسويقية جديدة تسهم بدعم المزارعين مستقبلا من خلال استخدام التقنيات والآلات الزراعية ، ومنها آلات القطاف الآلي والتقشير والتعقيم والتعبئة في ظل ارتفاع تكاليف الطرق التقليدية في التجفيف.