قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على مدى الأشهر الستة الماضية جلبت الموت والدمار بلا هوادة للفلسطينيين في غزة.
وأشار غوتيريش في تصريحات صحفية في مقر الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف السكان في غزة يواجهون “جوعا كارثيا” وإن الأطفال يموتون بسبب نقص الغذاء والماء، مشددًا على أن “هذا أمر غير مفهوم، ويمكن تجنبه تماما”.
وقال إنه بعد مرور ستة أشهر على الحرب، “أصبحنا على شفا هاوية”، حيث التجويع الجماعي الشديد، واندلاع حرب إقليمية، وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية.
وأشار غوتيريش إلى زيارته الأخيرة لمعبر رفح قبل عشرة أيام، قائلًا “التقيت بعاملين مخضرمين في المجال الإنساني، أخبروني بشكل قاطع أن الأزمة والمعاناة في غزة لا مثيل لها على الإطلاق”.
وأكد أنه “عندما تُغلَق أبواب المساعدات، تُفتَح أبواب المجاعة”، مضيفًا أن “الحرب في غزة، بسرعتها وحجمها وشراستها اللاإنسانية، هي أكثر الصراعات دموية، بالنسبة للمدنيين، وعمال الإغاثة، والصحفيين، والعاملين في مجال الصحة، وزملائنا”.
وأشار إلى مقتل نحو 196 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية بمن فيهم أكثر من 175 من موظفي الأمم المتحدة، مضيفًا أن الغالبية العظمى منهم كانوا يعملون لدى وكالة الأونروا، “وهي العمود الفقري لجميع جهود الإغاثة في غزة”.
وأشار كذلك إلى أن من بين القتلى أيضا زملاء من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، بالإضافة إلى عاملين في المجال الإنساني من منظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر، “وقد لحق بهم قبل بضعة أيام فقط عاملون في منظمة المطبخ المركزي العالمي”.
وعبر أمين عام الأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن حملة القصف العسكري الإسرائيلي تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة بتحديد الأهداف، وخاصة في المناطق السكنية المكتظة بالسكان، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
وشدد على أنه “لا ينبغي تفويض أي جزء من قرارات الحياة والموت التي تؤثر على عائلات بأكملها إلى الحسابات الباردة للخوارزميات”، مشيرًا إلى أنه حذر لسنوات عديدة من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح وتقليص الدور الأساسي للبشر.
وأضاف غوتيريش، أنه ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي كقوة من أجل الخير لإفادة العالم، وعدم المساهمة بشن حرب على المستوى الصناعي، مما يؤدي إلى طمس المساءلة.