في موروثنا الشعبي أنّ إبن إبليس أرادَ أن ينافس والده ( إبليس ) في التخريب والتدمير والقتل بين البشر فأراد أن يذهب إلى هولاء البشر وَيُدمر ويقتُل ويُخرب ولكن والده قال له يا بُنيْ ما هكذا تورد الإبل !! وما هكذا يكون العمل الشيطاني فتعالَ لإعلِمَك أصول الشغل !! .
أُنظر يا بُني إلى تلك البقرة المربوطة بِوَتَد إلى جانب ذلك الحقل !! وأنظر كذلك إلى إبنتها ( العِجْلَةَ ) الصغيرة المربوطة بِوَتَد آخر على الجانب ألآخر من الحقل !! إذهب الآن وخلخل الوَتَد المربوطة به العِجْلَة الصغيرة ومن ثم تعال إلى جانبي وأنظر حال القوم !! وفعلًا لَمْ يُكذِّب صغير إبليس الخبر فذهبَ وخلخل وَتَد العِجْلَة الصغيرة وعاد إلى جانب والده لينظر ما القوم فاعلون !! .
وما هي إلّا لحظات حتى استطاعت ( ألعِجْلة ) الصغيرة ألإفلات مِنْ رباطها والانطلاق بإتجاه أمها ورضاعتها ، وبعد سويعات حضرت صاحبة البقرة لتحلبها ولكنها لَمْ تجد حليبًا في ثديها فعادت مهمومة إلى بيتها !! .
وعند نهاية اليوم عاد الزوج وهو يأمل بوجود الطعام المصنوع مِنْ الحليب ولكنه لَمْ يجد شيئا مِنْ ذلك وحين سأل زوجته عَن سبب ذلك أخبرته زوجته بالأمر ولكنه إتهمها بالكذب فأرتفع الصوت بينهما والصراخ وما لبث الزوج الجائع إلّا أن ضَربَ الزوجة ضربةً أودت بحياتها!! فأرتفع العويل والصراخ مما أدى إلى حضور أهل الزوجة وأخوتها فنشب الخلاف ما بينهم وبين الزوج وأهله وبعدها تدخلت العشيرة فزاد الهرج والمرج بين الحاضرين وبدأت بينهم حرب ضروس راح ضحيتها الكثير من الاشخاص !! كُل ذلك والشيطان الصغير بجانب والدهِ يشاهد ويتعلم مِنْ والده الشيطان الأكبر !! .
وحينها قال الصغير لوالده : لَقد غَلَبَ مكرك يا والدي حماستي وَصَدقَ مَن قال ( كُل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار مِنْ مُستصغر الشرر !! .
فَمَنْ سَيُحرّك وَتَد ( العِجْلة ) في هذا الوطن ؟؟ اللهم سَلّم .. اللهم سَلّم .. .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة