ذكر موقع أكسيوس الإلكتروني نقلا عن مسؤول أميركي؛ أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها “ليس لها أي دور” أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية السفارة الإيرانية في سوريا الاثنين، في تصعيد للحرب التي تشنها إسرائيل على وكلاء إيران في المنطقة، فيما قالت طهران؛ إن القصف أودى بحياة 7 مستشارين عسكريين من بينهم ثلاثة من كبار القادة.
وشاهد مراسلو رويترز، الذين انتقلوا إلى حي المزة بدمشق عمال طوارئ وهم يصعدون على أنقاض مبنى مدمر داخل المجمع الدبلوماسي بجوار مبنى السفارة الرئيسي. وكانت سيارات الطوارئ متوقفة في الخارج. وشوهد علم إيراني معلق على عمود أمام الأنقاض.
وانتقل وزيرا الخارجية والداخلية السوريان إلى موقع الهجوم.
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء”.
وقال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري، إن الضربة أصابت مبنى قنصليا في مجمع السفارة، وإن مقر إقامته في الطابقين العلويين.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان، إن سبعة مستشارين عسكريين لقوا حتفهم في الهجوم، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري.
وتستهدف إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية والمنشآت الأخرى التابعة لوكلاء طهران في سوريا منذ فترة طويلة، غير أن هذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مجمع السفارة نفسه.
وزادت تلك الضربات مع شن إسرائيل حملة عسكرية على حماس المتحالفة مع إيران في قطاع غزة عقب عملية السابع من تشرين الأول على بلدات إسرائيلية.
واستشهد أكثر من 32 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفق السلطات الصحية الفلسطينية.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد جماعة حزب الله اللبنانية والحرس الثوري الإيراني.
ولا تعلق إسرائيل عادة على الهجمات التي تشنها قواتها في سوريا. وردا على سؤال عن الغارة الجوية في سوريا، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أربعة مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم اعترافهم بأن إسرائيل نفذت الهجوم.
ووصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الضربة بأنها “انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية”.
وقالت البعثة الإيرانية، إن الضربة “تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين” وحثت مجلس الأمن الدولي على استنكار الهجوم وقالت؛ إن طهران تحتفظ بالحق في “اتخاذ رد حاسم”.
وتعهد حزب الله اللبناني، أقوى وكيل مسلح لإيران في المنطقة، بالرد. وقالت الجماعة في بيان، إن “هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.
كما نددت دول، منها العراق والأردن وعمان وباكستان وقطر والسعودية والإمارات، بالهجوم، وكذلك استنكرته روسيا.
وقال السفير الإيراني لدى سوريا، الذي لم يصب بمكروه في الهجوم، للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن عددا يتراوح بين خمسة وسبعة أشخاص، بينهم دبلوماسيون، قتلوا في الهجوم وإن رد طهران سيكون “قاسيا”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إن طهران تعتقد أن زاهدي كان المستهدف في الهجوم. كما قُتل نائبه وقائد كبير آخر فضلا عن أربعة آخرين.
وقالت قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية، إن زاهدي كان يعمل مستشارا عسكريا في سوريا، وشغل منصب قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا حتى عام 2016.
* توتر إقليمي
نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري قوله؛ إن إسرائيل شنت هجوما من مرتفعات الجولان المحتلة على السفارة الإيرانية، وإن الدفاعات الجوية السورية أسقطت بعض الصواريخ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي دوري، إن الولايات المتحدة لا تزال “قلقة حيال أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة أو تفاقمه”.
وأضاف ميلر أنه لا يتوقع أن يؤثر الهجوم على المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
وانقسم المحللون بشأن ما إذا كان الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية سيثير أعمال عنف أكبر بكثير.
وقال جون أولترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الهجوم يعكس على الأرجح اعتقاد إسرائيل بأن مثل هذه الضربات تمثل وسائل ردع وتجعل نشوب صراع أوسع نطاقا أقل احتمالا.
وأضاف: “الإسرائيليون مقتنعون بأنهم إذا سعوا إلى التراجع؛ فإن التهديد سيزداد ولن يتراجع… إنهم مقتنعون بأنهم ما داموا يفعلون شيئا كهذا بشكل دوري، فسيرتدع خصومهم”.
ومع ذلك، يرى ستيفن كوك المحلل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن أن هناك إمكانا للتصعيد.
وقال: “الحرس الثوري الإيراني قادر على تخفيف القيود المفروضة على وكلائه في العراق وسوريا، مما يعرض القوات الأميركية للخطر مرة أخرى”
وأضاف: “يمكن للإيرانيين أيضا أن يوجهوا حزب الله إلى تصعيد هجماته على إسرائيل، التي أصبحت أكثر جرأة وعددا”.
ونفذت إسرائيل الجمعة، أكثر ضرباتها دموية منذ أشهر على محافظة حلب شمال سوريا، وقتلت قائدا كبيرا من حزب الله في لبنان. ودأبت إسرائيل أيضا على قصف المطارات في حلب ودمشق؛ في محاولة لوقف عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى وكلاء طهران.