قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، مستعدة “للاعتراف الكامل بإسرائيل” في أي اتفاق مستقبلي، وذلك في الوقت الذي رد فيه هو وسلفاه الديمقراطيان بيل كلينتون وباراك أوباما على منتقدي سياساته في الشرق الأوسط خلال حملة انتخابية أمس الخميس.
وجاءت تعليقات بايدن خلال مناقشة مع زملائه الرؤساء في حفل لجمع التبرعات مرصع بالنجوم في قاعة راديو سيتي ميوزيك في نيويورك بهدف إظهار وحدة الحزب الديمقراطي قبل مباراة العودة في الانتخابات العامة مع الجمهوري دونالد ترامب. ومع ذلك، تمت مقاطعة الرؤساء أربع مرات على الأقل من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، مما يسلط الضوء على التوترات داخل الحزب بشأن تعامل بايدن مع حرب إسرائيل مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.
وقال بايدن: “لقد عملت مع السعوديين ومع جميع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك مصر والأردن وقطر. إنهم مستعدون للاعتراف الكامل بإسرائيل.. يجب أن تكون هناك خطة لما بعد غزة، ويجب أن تكون هناك مقايضة بحل الدولتين. لا يجب أن يحدث اليوم. يجب أن يكون هناك تقدم وأعتقد أننا نستطيع القيام بذلك”.
ويواجه بايدن ضغوطا من التقدميين والأمريكيين المسلمين والعرب الذين يريدون من الإدارة أن تفعل المزيد لكبح الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة للقضاء على حماس.
ووفق بلومبيرغ فقد دفع بايدن المفاوضات لمحاولة التوسط في وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما قد يسمح بالإفراج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وهو يتجادل بشكل متزايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلغاء الغزو البري لمدينة رفح جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.
ويعمل البلدان على إعادة جدولة زيارة رفيعة المستوى لوفد إسرائيلي لبحث بدائل العملية العسكرية على رفح. وألغى نتنياهو خطط الزيارة في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن رفضت الولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ـ في علامة علنية على العلاقات المتوترة بين الزعيمين.
وقال بايدن الخميس: “هناك عدد كبير جداً من الضحايا الأبرياء، من الإسرائيليين والفلسطينيين”، مضيفاً أنه يتعين بذل المزيد من الجهود لإيصال الغذاء والإمدادات الطبية إلى غزة.
وأضاف: “من المفهوم أن لدى إسرائيل مثل هذا الغضب العميق وأن حماس لا تزال موجودة، لكن يجب علينا أن نتحرك ونوقف الجهود التي تؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال”.
ونظم ناشطون أمريكيون متضامنون مع فلسطين وقفة احتجاجية ضد الرئيس جو بايدن، أمام مركز الحملة رفضا لدعمه لإسرائيل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وإلى جانب بايدن الذي حضر ليلة التبرع المنظمة من قبل الحزب الديمقراطي بهدف جمع 25 مليون دولار، استهدف المتظاهرون أيضا الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون الداعمين لبايدن.
وردا على استمرار إسرائيل في قتل المدنيين في غزة ورفض الولايات المتحدة وقف دائم لإطلاق النار، ردد المتظاهرون شعارات مثل “مرتكب الإبادة الجماعية جو” و”فلسطين ستتحرر وبايدن سيرى ذلك”.
وطالب المحتجون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، فيما تم اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية بمكان الاحتجاج.
ودعا المحتجون الناخبين الديمقراطيين في نيويورك، حيث تتواصل الانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي لعام 2024، إلى الرد على ما يجري في غزة من خلال الإدلاء بأوراق اقتراع فارغة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.