أخبار ع النار -المحامي فضيل العبادي
كلمات قليلة ومختصرة وَقَد تختصر كثيرًا من العَتب والحُبّ قالها جلالة الملك خلال زيارته قبيلة بني صخر ، وكعادتهِ مُقل في كلامه ولا يميل إلى الخطابات المطَوّلة كسائر الذين تخرجوا من مدرسة القوات المسلحة الأردنية فخيرُ الكلام ما قلّ وَدلّ ، إلّا أنّ المتأمل في هذه الكلمات سيجد فيها أجوبة على كثير مما يحدث أو حدث في الأردن خلال الأيام القليلة الماضية !!! .
فيما سبق مِنْ أيام هذا الأسبوع شَهدنا زيادة في التحركات الشعبية المناصرة للأهل في غزّة وهو أمر محمود ومطلوب وندعوا إلى المزيد منهُ ، ولا زلنا نقول وسنبقى نقول أنّ ما نقدمه لغزّة وأهلها هو أقلّ القليل وأنّ تضحية الدم لا تعادلها تضحية .
وسنبقى نقول للحكومة الأردنية لا زال هناك المزيد من الجهود والتضحيات ألتي لا بدّ مِن بذلها وتبقى ألأجهزة الحكومية سواءاً المدنية منها أو العسكرية هي الأقدر على التحمّل والانضباط والانصياع للأوامر الصادرة ولَن يطلبوا حمدًا أو شكورًا على ذلك !! ولكن عندما يُصبح البعض عبارة عَن خنجرًا في خاصرة الوطن ومحراكاً للشرّ بين فئات المجتمع وَمِعْوَلاً لتقسيم الوطن إلى شرقي وغربيّ ، إلى فلسطيني وأردني ، إلى عميل وشريف وإلى موالٍ ومعارض يحقّ لنا أن نقول كَفى وعلى رأي والدتي رحمها الله ( هذا شليلي ) – فقط لمن لا يعرف معنى هذه المفردة هي تعني أنا جاهز للمحاسبة – .
ألأردن لَمْ يدين المقاومة وحماس على وجه التحديد فيما فعلت وهو إعتبر أن هذا حق للشعب الفلسطيني وذلك بدءًا من جلالة ألملك ومرورًا بجلالة الملك والحكومة بكافة وزرائها وموظفيها .
ألاردن منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم إستطاع تجنيد كل علاقاته المحترمة مع كل دول العالم من أجل إيصال المساعدات للأخوة في فلسطين .
نعم هنآك إتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال واستطعنا توظيفها لخدمة الفلسطينيين في غزّة .
حاول كثير من الوزراء فرملة ما أسماه البعض بتصدير الخضروات الى دولة الاحتلال بأساليب شتى مِنْ قبل بعض التجار الذين بتنا نعرفهم جيدًا ودون أن اخوض في تفاصيل مؤلمة ومخجلة وحتى لا أساهم في إحداث شرخ في المجتمع الأردني فسأكتفي بالتلميح بعيدًا عن التفصيل .
الأردن لَمْ يُضيّق يومًا على مسيرة أو مظاهرة أو على داعم للقضية الفلسطينية أو لحركات المقاومة ولكن البعض يحاول وضع ألدولة الأردنية وكأنها خصم لهولاء المتظاهرين !! .
ينسى البعض أن الدولة – أي دولة – عندما تتولى حماية المقار والبعثات الديبلوماسية إنما يكون ذلك إلتزاماً لمواثيق دولية لا ضعفًا منها ولا ذُلّاً .
بداية الانزالات الجوية كانت من الأردن ونحن لسنا دولة حدودية مع قطاع غزّة فلا تسألونا عمن يغلق المعابر واسألوا مَنْ كان السبب !! .
ما يتم الهتاف به في المسيرات ما الهدف منه ؟ توجيه الشتائم واللعنات إلى الأجهزة الأمنية ومنتسبيها ما الفائدة منه ؟ .
دلّونا على دولة أو قائد قدّم أكثر مما قدمته الأردن وقيادته – وأستثني جنوب لبنان واليمن – لأن التعامل هنا لا يتم مع دول بل هي منظمات وجهات لا تتصف بصفة الدولة التي يمكن معاقبتها او تدميرها مع الاحترام الكامل والتقدير لهاتين الجبهتين المساندتين لغزّة .
ما قاله جلالة الملك اختصر كثيرًا ولكن هذه هي عادة الملوك إن سُئلَ أفصحَ وإن تُرِكَ سَكَت ، وكأني بهِ يقول والله لو كان أحدكم في المقام الذي أنا فيه لكان أعجز وأقل حيلة ! ليست كل الأمور تأتي بالصوت العالي أو العنتريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وأنظروا الى ذاك الزعيم الذي أوشكنا على أن نوليه خلافة المسلمين أين هو ولماذا لم نرى منه فعلًا ؟ نعم هو يفعل ويعمل لبلده وشعبه ولا يعنيه الآخرين !! .
إخرجوا في المظاهرات والمسيرات فهي قوة للدولة الأردنية ولكن لا تنجّروا الى صدام مفتعل مع الدولة الأردنية وأجهزتها ، قوة الدولة هي قوة لكم وانظروا الى دولة الاحتلال فبالرغم من كل الخلافات بينهم الا انهم متفقين على دولتهم المزعومة وجيشهم العنصري .