بقلم: الدكتور محمد عامر الركيبات
في الحادي والعشرين من آذار عام ١٩٦٨، شكّلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، معركة نصر كان قائدها الملك الراحل الحسين بن طلال، الذي أظهر قيادة وشجاعة استثنائية خلال المواجهة مع القوات الإسرائيلية في منطقة الكرامة في غور الأردن.
في هذا اليوم أيضاً نحتفل بيوم الأم احتفالاً منقوصاً في ظل ما نشهده في غزة الصمود والعزة من حرب دامية راح ضحيتها شهداء أبرياء، ولكن هذا اليوم يمثل فرصة لنعبر عن امتناننا ومحبتنا لأمهاتنا، كيف لا وهنّ مصدر الحنان والعطاء والقوة في حياتنا، إنه يوم لنكرم فيه روح الأم وتضحياتها اللا محدودة من أجل أسرتها وأحبائها.
لم تَغِب شمس الحادي والعشرين من آذار إلا وهي تُبشّر بالنصر وتزفّ إلى السماء شهداء الأردن الأبطال الذي سطّروا بين الخندق والخندق حكايات صبر وثبات، وبين تلال الكرامة نسمع صوت المقاتلين يهدرون بالتكبير، ويُقبِلونَ على الشهادة بفرح، ومن فوق الدبابات وتحت جنازيرها تأتي أخبار النصر وزغاريد الأمهات على النصر والشهادة، فسلام على قائد الكرامة وصانع انتصارها، وسلام على الشهداء الذين عطرت دماؤهم الزكية أرض الكرامة.
تتقاطع هاتان الذكريتان في روح الصمود والتضحية، فمثلما تضحي الأمهات بكل ما لديهن من أجل رعاية أطفالهن وتوفير الحماية والحنان، كذلك قام الملك الحسين بن طلال والقيادة العسكرية الأردنية والمقاتلون في معركة الكرامة بالتضحية بحياتهم من أجل حقوق الأردنيين وكرامتهم.
في هذا اليوم، دعونا نستلهم من معركة الكرامة روح الصمود والعزيمة في مواجهة التحديات، ولنعبر عن امتناننا العميق للأمهات اللواتي يعطينا الحب والدعم اللا مشروط، إنه يوم لنحتفل فيه بالروح الإنسانية القوية التي تدفعنا للوقوف بجانب بعضنا البعض ومواجهة التحديات بكل شجاعة وعزيمة.
رحم الله شهداءنا الأبرار في الذكرى السادسة والخمسين لهذه المعركة الخالدة ونسأل المولى أن يسكنهم فسيح جنانه، وحمى الله الأردن الأعز والأغلى، وحمى الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، رمز فخرنا وحماة أمن واستقرار وطننا وصون منجزاته، ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً شامخاً قوياً عزيزاً عصياً بقيادة حضرة صاحب الجلالة الهاشمية القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظهما الله ورعاهما.