في كامل طاقتها الإنتاجية المقدرة بـ مليون طير من الدجاج اللاحم، دخلت 110 مزارع في جرش، بعضها كان متوقفا عن العمل موسما جديدا هذا العام، وسط آمال بتحقيق أرباح مع قدوم الشهر الفضيل الذي يرتفع فيه الطلب على شراء لحوم الدجاج، ليجد أصحاب المزارع أنفسهم أمام أزمة تسويق ربما تقود إلى تكدس الإنتاج وإنهاء الموسم على خسارة غير متوقعة.
ولم تتجاوز نسبة المبيعات في مزارع جرش لغاية الآن 20 %، من مجمل الإنتاج الذي تجاوز مليون طير، وفق ما أكده أصحاب مزارع لتربية الدجاج.
وأوضحوا أن نسبة المبيعات كانت تتجاوز 65 % من مجمل إنتاج المزرعة في مثل هذا الوقت من الأعوام الماضية وبأسعار لا تقل عن 180 قرشا للكيلو، إلا أن سعر الكيلو حاليا لم يتجاوز 130 قرشا للكيلو من أرض المزرعة، ويتناقص السعر 5 قروش يوميا.
وبينوا أن الأوضاع تسير عكس التوقعات، وما تم إنتاجه من طيور سيتكدس في المزارع، ما يعني كلفا إضافية لحين أن يتمكن المربون من تسويق الكميات الكبيرة.
وكان مزارعون يعولون على بداية شهر رمضان باعتبارها فترة الذروة لتعويض جزء من الخسائر السابقة وكلف الإنتاج المرتفعة، بيد أن الأوضاع تسير حتى الآن عكس التوقعات، في المقابل فإن غالبية المزارع عملت في الفترة السابقة على تشغيل كامل طاقتها الإنتاجية للاستفادة من الموسم.
من ناحية أخرى، ووفق المتحدث باسم أصحاب مزارع الدواجن إبراهيم عقيل فإن التجار وأصحاب النتافات يصرون على بيع الدواجن بأسعار مرتفعة لتحقيق هامش ربح مرتفع والاستفادة من الموسم بغض النظر عن كمية الدواجن التي يتم بيعها، لا سيما وأنهم ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر لزيادة ارباحهم.
وأوضح أن سعر الكيلو لم ينخفض بالمتوسط عن 170 قرشا، في المحال التجارية، وهو سعر يحدده التجار، ما أحدث خللا في سوق بيع الدواجن ما بين سعر البيع من المزارع والسعر المعروض للمستهلك.
وأوضح عقيل الذي يمتلك عددا من مزارع الدواجن في جرش أن إصرار التجار والعاملين في محال الدواجن على تحديد أسعار بيع الدواجن عند سقوف مرتفعة مع أول أيام الشهر الفضيل، تسبب بتراجع كميات البيع وقت الذروة، وبالتالي تكدس الدواجن في المزارع، لا سيما وأن الأسعار المرتفعة تسببت بعزوف المواطنين عن الشراء أو الشراء بكميات قليلة.
ولفت أن ارتفاع اسعار الدواجن في الاسواق مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب اوضاعهم المالية الصعبة كان بمثابة صفعة جديدة لقطاع الدواجن بجرش الذي يضم قرابة 110 مزرعة لتربية الدواجن.
وقال عقيل، إن كمية الإنتاج كبيرة جدا هذا الموسم، ولا تقل عن مليون طير وما تم بيعه لا يزيد نسبته عن 20 % من مجمل إنتاج المزارع، في حين أن الأيام العشرة الأولى من رمضان قاربت على الانتهاء، وهي الأيام التي ينشط فيها البيع، لا سيما وأن رغبات المواطنين تتجه بعد النصف من رمضان نحو شراء مستلزمات العيد، ويتوقف الطلب على الدواجن، مما يعني تكدس البضائع في المزارع وصعوبة في تسويقها فيما تبقى من الشهر.
واقترح أن يقوم التجار وأصحاب النتافات بتخفيض أسعار البيع ليصل إلى سعره الحقيقي، مشيرا إلى أن الأسعار المناسبة يجب ألا تتجاوز 130 قرشا للكيلو، حتي تنشط الحركة الشرائية، خاصة وأن كميات الإنتاج كبيرة في المزارع الكبرى التي تمتلكها شركات مختصة.
وأوضح أن حاجة المحال التجارية في جرش والمحافظات القريبة لا تتجاوز ما نسبة 20 % من حجم إنتاج المزارع بجرش، وعملية التوزيع تتوقف يومين وتعمل يوما واحدا، والحركة متواضعة جدا مقارنة مع توقعات المزارعين بأن تكون الحركة قوية مع دخول الشهر الفضيل.
في المقابل، قالت وزارة الصناعة والتجارة والتموين، إن أسعار الدجاج الطازج ودجاج النتافات، شهدت انخفاضا كبيرا خلال اليومين الماضيين.
وأكدت في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأسعار انخفضت في مسلخ عمان من 1.95 دينار يوم الخميس، إلى ما يتراوح بين 1.75- 1.8 دينار، فيما بلغ متوسط سعر دجاج النتافات 1.7 دينار، لافتة إلى توفر العديد من العروض في مختلف المحال والمراكز التجارية، وانخفاض أسعار الدجاج خلال الأيام المقبلة.
وكانت بعض مزارع تربية دواجن في جرش قد عادت إلى ممارسة نشاطها مجددا بكامل طاقتها الإنتاجية، بعد توقفها الفترة الماضية، وقد تم إنتاج مليون طير، استعدادا لشهر رمضان من أجل تعويض فترة التوقف.
وكانت قرابة 25 مزرعة من أصل 110 مزارع في جرش، قد توقف أصحابها عن العمل مع دخول فصل الشتاء، لتفادي أي خسائر نتيجة ارتفاع كلف تربية الدجاج اللاحم خلال الشتاء، ليس أقلها كلف توفير الدفء بالمزارع.
بدوره، قال التاجر حيان العياصرة إن التاجر في هذه الفترة يضطرون إلى البيع بأسعار مناسبة للاستفادة من موسم شهر رمضان، كونه الأنشط على مدار العام، ولضمان تحقيق هامش ربح مناسب.
وأضاف أن التجار عادة ما يتفقون على أسعار بيع مناسبة لتحقيق هامش من الربح، مؤكدا أن أسعار البيع لا يحكمها زيادة وتكدس الانتاج بالمزاع، وهذا الأمر ينعكس على أسعار الدواجن في أرض المزرعة وليس بالضرورة أن ينعكس على أسعار بيعه بالأسواق.
وأقر العياصرة، بتراجع حجم البيع هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة، عازيا ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للمستهلك.