يضطر الفلسطيني عمار الغندور، في ظل مخاوفه من انتشار الأمراض، إلى استخدام حمام مستشفى في جباليا شمالي قطاع غزة، الذي نزحت عائلته له، لطهي الطعام لأطفاله.
بسبب القصف الإسرائيلي لمنزله في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وعدم وجود مأوى آخر، استخدم الغندور حمام مستشفى في جباليا كمطبخ لعائلته ومكاناً لقضاء الحاجة.
الغندور وعائلته يتحملون عبء الواقع القاسي، ويستمرون في حياتهم رغم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بجانب المرحاض يضع الفلسطيني موقد النيران الذي أشعله بالورق والحطب، ليطهو حساء الخبيزة (نبتة برية خضراء اللون) لأطفاله الذين يتضورون جوعاً، في ظل نقص الطعام في محافظات شمالي قطاع غزة وانتشار المجاعة.
هذه الأعشاب البرية تنمو في مناطق واسعة في قطاع غزة، ويستخدمها الفلسطينيون كأطعمة “شعبية”.
كما يشكو الغندور من نقص الطعام والمياه في مناطق شمال قطاع غزة، ومن نقص الحليب لأطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية.
ويقيم النازح الفلسطيني هو وعائلته المؤلفة من 9 أفراد في غرفة تبلغ مساحتها 3 أمتار داخل مستشفى اليمن السعيد، وسط ظروف إنسانية صعبة.
ويخشى على حياة أطفاله بسبب تلوث الطعام والمياه وسوء التغذية الناتج عن الحصار والحرب.
كما يأمل أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن، وأن تنجح جهود التهدئة ليتمكن من العودة إلى بيته الذي دمرته إسرائيل ليقيم على أنقاضه.
النازح الفلسطيني يقول: “اضطررت لاستخدام الحمام كمطبخ بسبب عدم توفر مكان آخر، ونحن نخشى الصعود إلى سطح المستشفى خشية التعرض للقصف الإسرائيلي”.
في حديثه يضيف: “الطعام والماء شحيح في شمال قطاع غزة، ونحن نعتمد على نبات الخبيزة الذي يعتبر من النباتات البرية لإطعام أطفالنا بعد نفاد الدقيق والقمح وطعام الحيوانات”.
ويتابع: “الخبيزة لا تكفي لإطعام عائلتي، وهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم فقط، ويبكون طوال الوقت بسبب الجوع، يطالبون بالمزيد من الطعام، لكن لا يوجد”.
انتشار الأمراض بكل مكان
في الإطار، يؤكد الغندور أن الأمراض منتشرة في كل مكان ويخشى على حياة أطفاله، حيث تسبب سوء التغذية والجفاف في وفاة العديد من الناس.
في يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أن 66% من سكان قطاع غزة يعانون من انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية.
كما استشهدت ابنة الغندور عندما قامت القوات الإسرائيلية بقصف مستشفى اليمن السعيد بقذائف المدفعية، ويعبر عن رغبته الشديدة في عدم تكرار تلك المأساة لأي عائلة أخرى.
يشار إلى أنه بسبب نقص مواد التنظيف تفتقر أماكن النزوح في قطاع غزة للنظافة العامة والنظافة الشخصية، ما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة.
كما تنوعت هذه الأمراض وشملت الكبد الوبائي، والجدري، والحمى، والإسهال والقيء، ما تسبب في إصابة أعداد كبيرة من الأطفال.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره دولة الاحتلال منذ 17 عاماً.