قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 14 مارس/آذار 2024، إن روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين “خصم” لن يتوقف في أوكرانيا إذا لحقت الهزيمة بقوات كييف في الصراع الدائر منذ عامين، فيما حثّ الأوروبيين على ألا يكونوا “ضعفاء” في مواجهة روسيا، وأن يستعدوا للرد.
وأثار ماكرون جدلاً، في فبراير/شباط الماضي، بعد أن قال إنه لا يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا في المستقبل، في وقت نأى فيه زعماء كثيرون بأنفسهم عن ذلك بينما عبّر آخرون، خاصة في شرق أوروبا، عن دعمهم.
ماكرون يحذر من فوز روسيا بالحرب
وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية موجهة في معظمها إلى الفرنسيين: “إذا فازت روسيا بهذه الحرب، ستنخفض مصداقية أوروبا إلى الصفر”، وذلك بعد أن انتقد زعماء المعارضة الفرنسية تصريحاته ووصفوها بأنها داعية للحرب.
أضاف أنه يختلف “بشدة” مع زعماء المعارضة، لكن “اليوم، اتخاذ قرار بالامتناع عن التصويت أو التصويت ضد دعم أوكرانيا لا يعني اختيار السلام، بل اختيار الهزيمة. الأمر مختلف”.
يُذكر أن حزب المعارضة الرئيسي اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، قرر الامتناع عن التصويت في البرلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع على اتفاق أمني وقعته فرنسا مع أوكرانيا، في حين صوت حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد ضده.
وأردف ماكرون: “إذا انتشرت الحرب في أوروبا، فروسيا المسؤولة… لكن إذا قررنا أن نكون ضعفاء، إذا قررنا اليوم عدم الرد، فسيكون ذلك اختياراً للهزيمة بالفعل. ولا أريد هذا”.
وتابع أنه من المهم لأوروبا ألا ترسم خطوطاً حمراء، ما قد يوحي بضعف أمام الكرملين ويشجعه على الاستمرار في غزو أوكرانيا.
لكن ماكرون أحجم عن تقديم تفاصيل حول الشكل الذي قد تبدو عليه عملية نشر القوات في أوكرانيا، وقال: “لا أريد هذا. أريد من روسيا أن توقف هذه الحرب وتتراجع عن مواقعها وتسمح بالسلام… لن أطلع شخصاً على أمر لا يطلعني على أي شيء. هذا شأن الرئيس بوتين”.
“فرنسا لن تبدأ أبداً هجوماً ضد روسيا”
بينما أكد أن فرنسا لن تبدأ أبداً هجوماً ضد روسيا، وأن باريس ليست في حالة حرب مع موسكو، على الرغم من أن روسيا شنت هجمات على مصالح فرنسية داخل فرنسا وخارجها.
أضاف كذلك أن “نظام الكرملين خصم”، ممتنعاً عن وصف روسيا بأنها عدو، فيما وصف تهديد بوتين بشن ضربات نووية بأنه “ليس ملائماً”.
ومضى ماكرون يقول إن أوكرانيا في وضع “صعب” على الأرض، وإن الدعم الأقوى من الحلفاء ضروري، مضيفاً: أن “السلام لا يعني استسلام أوكرانيا… الرغبة في السلام لا تعني الهزيمة. والرغبة في السلام لا تعني التخلي عن أوكرانيا”.
من جانب آخر، عبّر أيضاً عن أمله في أن يأتي يوم يتم فيه التفاوض على السلام مع رئيس روسي “أياً كان”، متصوراً للمرة الأولى احتمال ألا يكون بوتين في السلطة.
على صعيد آخر، نفى الرئيس الفرنسي أن يكون إلغاء زيارة كانت مقررة لأوكرانيا راجعاً لأسباب أمنية، وقال: “هذا ما قالته روسيا. يجب ألا تصدقوها”.
وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها “تخلي” كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلاً” في سيادتها.