أعلن رئيس حزب “الحريات” الهولندي وزعيم اليمين المتطرف والمعادي للإسلام في هولندا، خيرت فيلدرز، فشله في تشكيل ائتلاف حكومي، معلناً في الوقت ذاته تخليه عن مطلب تولي منصب “رئيس الوزراء”، في إقرار يأتي بعد 4 شهور من فوزه المفاجئ بالانتخابات التشريعية.
حيث قال فيلدرز عبر حسابه بمنصة “إكس”، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، إنه لا يمكن أن يصبح رئيساً للوزراء إلا إذا دعمته جميع الأحزاب في الائتلاف، مؤكداً أن مثل هذا الوضع “غير وارد”.
أضاف قائلاً: “أنا حكومة يمينية، وأريد قدراً أقل من اللجوء والهجرة، ويجب أن يكون الهولنديون أولوية”، وفق تعبيره.
وأوضح أنه تخلى عن رئاسة الوزراء حتى لا يمنع أحزاب يمين الوسط واليمين المتطرف من تشكيل ائتلاف حكومي، لكنه لوح بعزمه الترشح في الانتخابات المقبلة بالقول: “سأكون رئيساً لوزراء هولندا وبدعم المزيد من الشعب الهولندي، إن لم يكن غداً فبعد غد، لأن أصوات ملايين الهولنديين سوف تُسمع”.
وأتى إعلان فيلدرز في وقت أفادت فيه وسائل إعلام هولندية بحدوث انفراجة قد تؤدّي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط لا يمكن لفيلدرز أن يترأسها، بحسب فرانس برس.
فشل بتشكيل ائتلاف حكومي
يشار إلى أن حزب فيلدرز فاز بـ37 مقعداً في البرلمان من أصل 150، بعد حصوله على 23,5% من الأصوات في الانتخابات المبكرة التي جرت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023.
وبعد فوزه أعلن عزمه تشكيل حكومة ائتلافية من اليمين واليمين المتطرف.
ويتبنى حزب فيلدرز أفكاراً معادية للإسلام والمهاجرين، ودعا في أكثر من مناسبة إلى إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية في هولندا، ووقف الهجرة، ما تسبب بموجة انتقادات واسعة من قبل المؤسسات الإسلامية الفاعلة في البلد الأوروبي.
ولم يتمّ حتى الآن تحديد شكل حكومة التكنوقراط التي سيتمّ تشكيلها، لكنّ هذا الأمر يعني أنّ قادة الأحزاب المشاركة في المفاوضات، بمن فيهم فيلدرز، لن يتمكنوا من الانضمام إليها.
وبحسب وسائل إعلام هولندية، فإنّ الأحزاب المنضوية في المفاوضات يمكنها أن تعيّن ممثّلين عنها في حكومة التكنوقراط المرتقبة.
ويمكن لهؤلاء الوزراء أن يكونوا من محازبين بالمعنى الواسع للكلمة أو أن يكونوا من خارج النادي السياسي، وفقاً للمشرف على المفاوضات الجارية لتشكيل ائتلاف حكومي.
وبحسب قناة إن أو إس التلفزيونية العمومية فإنّ بقاء فيلدرز رئيساً لكتلة حزبه النيابية سيمكّنه من البقاء “حرّاً” في أقواله وأفعاله من دون أن يلزم بها بقية الأحزاب المنضوية في الائتلاف.