أصدرت محكمة كييل الإقليمية، شمال ألمانيا، الأربعاء حكما بالسجن 3 سنوات وشهرين على رجل ادعى وفاته على متن قارب في حادث ببحر البلطيق؛ من أجل الحصول على 4.1 ملايين يورو من شركة التأمين.
وذكرت صحيفة “بيلد” الألمانية أن “المحكمة وجّهت إلى كريستوف، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، 14 تهمة جميعها يتعلق بمحاولة الاحتيال على شركات التأمين، فيما حُكم على زوجته أولينا (56 عاما أيضا) بفترة مراقبة لمدة عامين، لدورها في الجريمة”.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، قاد كريستوف قاربا، تم شراؤه من الميناء الأولمبي في شيلكزي بالقرب من كييل، إلى بحر البلطيق باتجاه الدنمارك، وللخداع، قام سابقا بحجز غرفة في أحد فنادق بارجينكوب بالدنمارك.
وأغرق كريستوف قاربه في خليج كييل ثم صعد إلى زورق مطاطي، وذهب إلى الشاطئ، حيث ركب سيارة والدته واختبأ، وبعد ثلاثة أيام أبلغت زوجته أولينا عن اختفائه.
وفي أبريل/نيسان 2020، تقدمت الزوجة بطلب إعلان وفاة كريستوف، وبعد وقت قصير قدمت طلبا إلى شركة التأمين لدفع التأمين على الحياة.
وعاش كريستوف مع صديقة زوجته في هامبورغ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ثم انتقل بعد ذلك إلى منزل والدته في شوارمستيدت بولاية ساكسونيا السفلى بالقرب من هانوفر.
وعلى عكس ما افترضه كريستوف، فإن الإخطار بالوفاة لم يكن كافيا بالنسبة لشركات التأمين لدفع الأموال، حيث طلبت تأكيد واقعة الوفاة من المحكمة المحلية.
واستغرق التحقق من واقعة الوفاة نحو ستة أشهر حتى تم اكتشاف الخدعة، إثر اشتباه الشرطة في الأمر بعد اكتشاف أحد الخبراء أن القارب تم العبث به مما أدى إلى غرقه.
وفي مايو/أيار عام 2020، ألقت الشرطة الخاصة القبض على كريستوف، حيث كان يختبئ خلف الصناديق بمنزل والدته في شوارمستيدت.
وقبل إعلان الحكم، تمت قراءة اعترافات المتهمين، وقال كريستوف “أعتذر الآن عما فعلته، كان الأمر برمته جنونيا تماما”، وبرر الحادث بالضائقة المالية، مشيرا إلى أنه كان ينوي مغادرة ألمانيا والاختباء في الولايات المتحدة.
وأبدت زوجته أيضا أسفها قائلة “لقد سمحت لنفسي بالانجرار إلى شيء لم أتمكن من رؤيته أو فهمه”.
وقال رئيس محكمة كييل الإقليمية، شمال ألمانيا، يوهان كوميل إن الخطابات أثبتت نية الزوجين في “الحصول على الأموال في أسرع وقت ممكن من أكبر عدد من شركات التأمين المحتملة”.