الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك، ويعد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي.
والأزهر هو أول مسجد أنشئ في مدينة القاهرة التي أسسها جوهر الصقلي لتكون عاصمة الدولة الفاطمية، وقد بدأ جوهر في إنشائه في 970م، وافتتح للصلاة 971م.
ويعد الأزهر المؤسسة الدينية الأكبر في مصر، يقع مقرها الرئيسي بمبنى مشيخة الأزهر بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وهذا الصرح الديني الذي يتجاوز عمره الألف سنة، تبلغ مساحته 12 ألف متر مربع تقريباً.
تصميم الأزهر
وكان تصميمه وقت إنشائه يتألف من صحن تحفّه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الحالي، ثم ما لبث أن أضيفت إليه مجموعة من الأبنية شملت أروقة جديدة، ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه الأولى، ليصبح معرضاً لفن العمارة الإسلامية منذ بداية العصر الفاطمي.
ويعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة، قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة.
ولم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر، وغدا من أشهر المؤسسات الإسلامية على وجه الأرض.
جامع القاهرة
ويردد المؤرخون أسباباً مختلفة لإطلاق اسم الأزهر على جامع الفاطميين الأول في مصر، ولعل أقربها إلى الصواب أن لفظة الأزهر مشتقة من الزهراء، نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول وزوجة الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وقيل إنه سمي كذلك تفاؤلاً بما سيكون له من الشأن والمكانة بازدهار العلوم فيه.
وإلى جانب بعده الديني، فهناك جانب الأزهر العلمي، إذ تعد جامعة الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ففي عهد الملك فؤاد الأول صدر القانون رقم 46 لسنة 1930 للأزهر والذي بموجبه أنشأت كليات أصول الدين والشريعة واللغة والعربية لاحقاً سنة 1933، وأصبح للأزهر رسمياً جامعة مستقلة في عام 1961.
واعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة الإسلامية.
ولا يزال الأزهر حتى اليوم منارة لنشر وسطية الإسلام ومؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر.