فيما يبدي مواطنون مخاوف من أن تشهد أسعار الخضار والفواكه خلال شهر رمضان ارتفاعا كبيرا، يؤكد معنيون بالقطاع الزراعي والأسواق المركزية للخضار والفواكه، أن الأسعار ستبقى مستقرة، ولن يكون هناك أي ارتفاع الفترة المقبلة. ويبرر هؤلاء ذلك، بالنظر إلى كميات الخضار والفواكه المتوقع توريدها إلى الأسواق المركزية خلال الفترة المقبلة التي تعتبر ذروة الانتاج، مقارنة مع حجم الطلب الذي سيكون عليها، قائلين “ربما ترتفع الأسعار قليلا مع أول أيام رمضان نتيجة زيادة الطلب عليها لكنها ستعود إلى الاستقرار وربما تنخفض”.
اللافت أن تطمينات المعنيين حول عدم ارتفاع أسعار الخضار خلال رمضان، تبعها إشارة إلى إمكانية أن يشعر المستهلك ببعض الارتفاع والذي سيكون مرده تعدد حلقات التسويق.
ويؤكد رئيس اتحاد المزارعين عدنان الخدام على أنه لن يكون هناك أي ارتفاع على أسعار الخضار، وان المزارعين مستمرون بتوريد المنتوجات إلى الأسواق المركزية بكميات كافية.
ويبين الخدام أن الأسعار مقبولة، ومعدل كميات الخضار والفواكه الواردة للأسواق المركزية مع بدء شهر رمضان تقارب من 1500 طن يوميا، موضحا أن كثرة العرض مقابل الطلب من المفترض أن يدفع إلى استقرار أسعار البيع في الأسواق الاستهلاكية عند مستويات مقبولة.
ويؤكد أن أسعار الخضار خلال الشهر الفضيل ستكون بمتناول الجميع، متوقعا أن تشهد أسعار الخضار ارتفاعا طفيفا خلال الأيام الأولى مع زيادة الاقبال عليها، إلا أنها ستنخفض بقية أيام الشهر.
ويلفت إلى أن كميات الإنتاج من المحاصيل الأساسية الحالية ستلبي الاحتياجات الحقيقية للمستهلكين، داعيا إلى عدم التهافت على الأسواق لشراء الخضار والفواكه وعدم شراء كميات أكثر من الاحتياج اليومي كونها ستكون متوفرة وبكميات كافية على مدار الشهر الفضيل.
وبين أن أي ارتفاع بأسعار الخضار في الأسواق الاستهلاكية سيكون سببه تعدد حلقات البيع، التي قد تصل إلى 3 أو 4 حلقات، ومع كل حلقة يزيد السعر حتى يصل إلى 50 % احيانا.
وبحسب احصاءات اسواق العارضة وعمان المركزية، فإن واردات الخضار، قاربت من 1500 طن ليوم أمس الاثنين، وهو بحسب الخدام أكثر من حاجة السوق المحلي، مؤكدا وجود فجوة بين أسعار البيع في الأسواق المركزية والاستهلاكية إلا أنها يجب أن تكون طفيفة.
وتشهد أسعار الخضار في سوق العارضة المركزي تراجعا ملحوظا بالتزامن مع زيادة الانتاج، إذ وصلت الواردات اليومية الى ما يقارب من 600 طن مقارنة بحوالي 400 طن الاسابيع الماضية.
ويؤكد مدير السوق المهندس أحمد الختالين أن أسعار الخضار في السوق حافظت على مستويات معقولة ومرضية لجمع الأطراف، سواء المزارع أو التاجر أو حتى المستهلك، موضحا أن سعر بيع كيلو الخيار يبلغ حوالي 35 قرشا والبندورة 20 قرشا والبطاطا ما بين 30 – 35 قرشا والباذنجان النخب الأول بمعدل نصف دينار للكيلو.
ويضيف أن سعر بيع كيلو الكوسا يبلغ حوالي 40 قرشا والفلفل الحلو والحار بمعدل 20 – 25 قرشا للكيلو، موضحا أن استقرار الأسعار بهذا الشكل جاء نتيجة زيادة الإنتاج الخضري بوادي الأردن لتصل واردات السوق إلى ما يقارب من 600 طنا يوميا.
ويتوقع الختالين أن تغطي الكميات الواردة للأسواق حاجة السوق الاستهلاكية وباسعار معتدلة لكافة الأصناف، مشيرا إلى أن حركة البيع في السوق تسير بشكل انسيابي خاصة مع استقرار الأجواء الدافئة التي تمكن المزارعين من إنتاج كميات أكبر.
من جانبهم، يأمل مزارعون أن تبقى الأسعار في الأسواق المركزية عند هذا المستوى المقبول، خاصة وأن حركة التصدير إلى الأسواق الخارجية معدومة، مشيرين أن استقرار الأسعار عند هذه المستويات أنعش القطاع الزراعي بجميع مكوناته، وسيمكن المزارعون من تعويض جزء من الخسائر التي لازمتهم منذ بداية الموسم.
في المقابل، أكد عاملون في محال بيع الخضار والفواكه أن ارتفاع الأسعار التي قد يلمسها المستهلك يعود إلى ارتفاع ثمنها من تجار التجزئة في الأسواق المركزية، لأن أي صاحب محل بيع مباشر للمستهلك ليس بمقدوره شراء كمية كبيرة من المزارع أو صاحب محل الكمسيون، أو حتى تاجر الجملة مباشرة، ما يضطره الى شرائها من تجار التجزئة.
وأشاروا إلى أن عملية التزود وما يرافقها من أجور نقل يفرض عليهم البيع بأسعار مرتفعة لتغطية الكلف والحصول على هامش ربح.
إلى ذلك، يشكوا مواطنون من ارتفاع في بعض أصناف الخضار وأهمها البندورة والكوسا والخيار، في الأسواق، مبدين تخوفهم من أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الارتفاع بالأسعار.
وقال المواطن حسن بني هاني من سكان إربد، أن هناك ارتفاعا في أسعار الخضار يبدو انها غير مبررة، متسائلا عن أسباب هذا الارتفاع وسط الحديث عن زيادة الإنتاج الخضري في المناطق الزراعية.
وأشار إلى وجود تفاوت في الأسعار بين محل وآخر، رغم أن جميع الأصناف تبدو من ذات الجودة.
في المقابل قال أحد أصحاب محال بيع الخضار والفواكه فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك العديد من العوامل التي تتحكم باسعار الخضار منها سعرها في سوق الجملة وأجور نقلها وكلف تشغيل المحال وكل ذلك يضاف إلى السعر.
وبين أن أسعار الخضار يحكمها أيضا جودة الصنف، فهناك نخب أول ونخب ثاني ومنها ثالث، ومن الطبيعي أن يجد المستهلك تفاوتا بأسعار نفس الصنف من الخضار.
يذكر أن ارتفاع أسعار الخضار بداية شهر رمضان يعود غالبا إلى تهافت المواطنين على الأسواق وشراء كميات كبيرة تفوق حاجتهم اليومية.