أعلن علماء عن اكتشاف ما يعتقدون أنها بقايا أحفورية لأقدم غابة معروفة في العالم، وذلك في المنحدرات الواقعة على ساحل جنوب غرب إنجلترا.
جرى اكتشاف هذه الغابة في منحدرات عالية من الحجر الرملي بالقرب من ماينهيد في مقاطعة سومرست، وهي قريبة من مخيم عطلات بوتلين.
ويقول باحثون من جامعتي كامبريدج وكارديف إنها أقدم الأشجار المتحجرة التي تم العثور عليها في بريطانيا، وكذلك أقدم غابة معروفة على وجه الأرض.
وتشبه الأشجار فيها، والمعروفة باسم “كالاموفيتون”، أشجار النخيل، حيث توصف تلك الأشجار بأنها النموذج الأولي لما هي عليه أشجار اليوم، ولكن مع فارق أن طول أكبرها كان يتراوح بين مترين إلى أربعة أمتار.
وتعرّف الباحثون على حفريات النباتات وبقاياها، وكذلك جذوع الأشجار المتحجرة وآثار الجذور، وهو ما يُظهر كيف أن تلك الأشجار القديمة ساعدت في تشكيل المناظر الطبيعية واستقرار ضفاف الأنهار والسواحل منذ مئات الملايين من السنين.
وقال الدكتور كريستوفر بيري، الأستاذ المشارك من كلية علوم الأرض والبيئة في كارديف: “عندما رأيتُ صور جذوع الأشجار لأول مرة، عرفت على الفور ماهيتها، بناءً على 30 عاماً من دراسة هذا النوع من الأشجار في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف بيري: “كان من المُدهش رؤيتها بالقرب منّا، ولكن الفكرة الأكثر دلالة تأتي من رؤية هذه الأشجار، لأول مرة، في المواقع التي نمت فيها”.
وقال الدكتور بول كينريك، خبير الحفريات النباتية في متحف التاريخ الطبيعي، والذي لم يُشارك في الدراسة، إنّ هذه القرائن المتعلقة بكيفية نمو النباتات معاً في ذلك الوقت كانت مهمة للغاية.
ويقول الباحثون إن الغابة الأحفورية أقدم بنحو أربعة ملايين سنة من تلك صاحبة الرقم القياسي السابق في ولاية نيويورك.
تم العثور عليها في تشكيل الحجر الرملي الجلاد على طول سواحل ديفون وسومرست ويعود تاريخها إلى العصر الديفوني، بين 419 و358 مليون سنة مضت، وقت التوسع الكبير للحياة على الأرض.
سُميّت هذه الفترة باسم ديفون بسبب الصخور البحرية التي ترمز لتلك الفترة، والتي عثر عليها الجيولوجيون قبالة الساحل.
ويقول الباحثون إنّ منطقة الاكتشاف كانت في ذلك الوقت سهلاً شبه قاحل، ولم يكن مرتبطاً بإنجلترا، بل بأجزاء من ألمانيا وبلجيكا، حيث تم العثور أيضاً على حفريات لمثل هذه الأشجار.
وقال البروفيسور نيل ديفيز من قسم علوم الأرض بجامعة كامبريدج، المؤلف الأول للدراسة: “كانت هذه غابة غريبة جداً، ولا تشبه أي غابة قد تراها اليوم”.
وتابع في حديثه: “لم يكن هناك أي نمو يمكن الحديث عنه ولم يكن العشب قد ظهر بعد، ولكن كان هناك الكثير من الأغصان التي سقطت من هذه الأشجار الكثيفة، مما كان له تأثير كبير على المناظر الطبيعية”.
وقال الدكتور كينريك، من متحف التاريخ الطبيعي، إن الأشجار كانت مختلفة تماماً عن أي شجرة نعرفها اليوم، وقد يكون النظير الحديث الأكثر تشابهاً هو ديكسونيا أنتاركتيكا، وهو نوع من نبات السرخس الذي موطنه أستراليا، ولكنه شائع في بريطانيا باعتباره نباتاً للزينة.