مؤامرة الميناء المؤقت ورحلة التهجير الغزّاوي !!!
سريعًا جداً ما تفضحُ ألألسنةُ أصحابها رألأسرع من ذلك ظهور النوايا الخبيثة للمتأٓمرين من عربٍ وعَجم على القضية الفلسطينية عمومًا وعلى قطاع غزّة والمقاومة الفلسطينية على وجه الخصوص !! فمشروع إنشاء ميناء مؤقت بحجة إيصال المساعدات للقطاع المحتل يُثير الكثير من الشبهات وعلامات الاستفهام ويشرح ويبين الكثير من الأحداث التي كُنّا نعتقد بأنها حَدَثت بمحض الصدفة ، فإذا كانت النوايا طيبة لدى أمريكا والمتحالفين معها وأنّ الضمير الانساني لديها قَد إستيقظ مؤخراً في ظلّ المشاهدات التي تصل من غزّة فإن الأمر أسهل عليها في إدخال المساعدات من معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم !! فهناك المساعدات موجودة في آلاف الشاحنات التي تنتظر الدخول والخدمات اللوجستية موجودة ومتوفرة وما ينقصنا لإيصالها هو مجرد الأمر لمن يقف حائلًا ويمنع دخولها بأن إفتحوا المعبر!! هي كلمات فقط وتكون هذه المعونات والمساعدات داخل غزّة ، فلماذا الاتجاه الى قبرص ومن هناك الى غزة بعد أن يتم إنشاء هذا الميناء ؟؟
ثمّ كيف تقبل جمهورية مصر العربية أن يتم سَلخ غزّة عنها وإقفال المعبر الذي يربط هولاء الغزّاويين معهم ؟ ألا يُدرك أصحاب فكرة أو مشروع الميناء المؤقت أنّ ذلك يعني عزل غزة وأهلها عن العالم الخارجي تمامًا ؟ .
إنّ الموانئ القبرصية ترتبط بأذهان ألعرب عمومًا والمقاومة الفلسطينية خصوصًا بفكرة التهجير والرحيل الدائم !! ففي ثمانينيات القرن الماضي عندما تم ترحيل المقاومة الفلسطينية من لبنان كانت البداية الى الموانئ القبرصية ومن ثم إلى تونس والجزائر وأصقاع الأرض المختلفة !! .
إنزال المساعدات جوًا خلال الأيام الماضية ووقوع حادثة السقوط الحر لبعض هذه المساعدات وإستشهاد بعض المواطنين إذاً لَمْ تكن محض صدفة أو هي نتيجة خلل فني !! ولَقَد أحسنت الحكومة الأردنية صنعًا عندما بادرت فورًا وأوضحت أنّ هذه المساعدات لم تكن من الطائرات الأردنية ، إذًا الأمور تخفي وراءها ما تخفي !! والهدف من هذا الميناء هو وضع أهالي غزة في موقع مَنْ يُقال لهُ ” البحر من أمامكم والعدو من خلفكم ” !!! .
الشعب الفلسطيني وأهل غزة لَن يُلدغوا من ذات الجرح ثلاث مرّات وهم يدركون إنهم اذا ما قبلوا بهذا التهجير القسري أو الرضائي نتيجة ما يتعرضون له من تجويع وتقتيل سيكون نهاية لهذه القضية وإنهم لَن يعودوا يومًا إلى أرضهم ولذلك فإن مقولات قادة المقاومة أنّ ما لم يدركه الاحتلال بالحرب والقتال لَنْ يُدرِكَه بالخداع والاحتيال السياسي .
وأمريكا راعية الحريّة الأولى وصاحبة حقوق الإنسان يكفيك خداعًا ونفاقًا ومؤامرات على العرب فلقد عانينا منك الكثير وأتركي بعض الاثر الطيب لك في أذهان الشعوب العربية فألأيام دُول فقد تحتاجين هذا ألاثر ذات يوم !! أمًا أنتم يا أهل غزّة فأجزم أنكم تعرفون ما لا أعرفه أنا وإنني لَنْ أكون معلّماً لكم فلقد تعلمنا منكم الكثير ولا زلنا نتعلم ، أمًا العرب المشاركين في مشروع الميناء هذا فتريثوا وتدبروا الأمر قليلًا وكونوا مع أهل غزّة ولا تكونوا عليهم .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة