رمضان 2024 لا يحظى بمشاعر الفرح المعتادة التي تغمر مستقبليه في كل عام، فالشهر الفضيل هذه السنة يطل على عالم يرقب جريمة إبادة جماعية ما تزال مستمرة في غزة، ما ثنى الكثير من الأردنيين عن إظهار مشاعر الفرح باستقبال شهر العبادة.
خليط من الغضب والحزن والتعاطف تجاه ما يشهده القطاع من قتل وتدمير وتجويع وحصار لم يترك لدى الكثيرين متسعا لابتياع زينة رمضان كما العادة، بحسب مواطنين، بحسب الغد.
وتقول منى محمد إنها لم تشتر هذا العام أي زينة جديدة لرمضان على غير العادة كل سنة، ولا تفكر حتى في استخدام الزينة المتوفرة لديها من السنوات السابقة.
وتشير إلى أنها كانت تشتري كل سنة قبل رمضان زينة جديدة بما يقارب 10 دنانير، لأن كل سنة كانت تحمل معها أشكالا و”موديلات جديدة” من هذه الزينة تضفي بهجة على استقبال الشهر الفضيل، حيث تعج الأسواق بأشكال وأصناف لا حصر لها وبأسعار متفاوتة بدءا من دينار وتزيد بحسب حجم وجودة المنتج.
أما هذا العام الحالي، فترك استمرار العدوان الوحشي على غزة أثره النفسي الذي يحول دون اكتمال مشاعر الفرح بالشهر الفضيل، بحسب منى التي اعتبرت أن الأولى هو العمل على دعم الاشقاء هناك وايجاد سبل كفيلة بإيصال المساعدات التي تعتبر واجبا في هذه الظروف التي يمرون فيها، بدلا من الانفاق على الكماليات.
من جهته، يرى ماهر محمد أن الظروف الاقتصادية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود وهم شريحة كبيرة في المجتمع تلعب دورا في الإقبال على الكماليات وجعل الأولوية في الانفاق على الأساسات مثل الغذاء وشراء المواد والسلع الاساسية في ظل ما تشهده الأسواق من ارتفاعات متفاوتة في الأسعار مقابل محدودية في الدخل.
وقال نقيب تجار الكهرباء والإلكترونيات والاتصالات رياض القيسي إن الطلب في هذه الأيام ضعيف جدا معتبرا أن ظروف الحرب لها دور كبير في ذلك، عدا عن تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين.
واضاف أن الأيام القليلة الأخيرة قبل حلول الشهر الفضيل تعطي الصورة الأقرب لوضع السوق، مبينا أن الأسعار أقل من السنوات الماضية في محاولة من التجار للتخلص من فائض المعروض لديهم من هذه البضائع في ظل محدودية الطلب.
وقال الخبير الاقتصادي د.حسام عايش إن أثر أحداث المنطقة وعلى رأسها الحرب الدموية في غزة لا بد وأنها تلقي بظلالها على أسواق الزينة لهذا العام، فهي ليست بظهورها الذي اعتادته الأسواق في مثل هذا الوقت من كل عام.
وبين أن هذا لا يعني أن العرض والتسوق سيكون غائبا بشكل كامل إلا أنه وفي تقديره لن يزيد على 30 % عن مستوياته السابقة وتحديدا بالنسبة لشراء مستلزمات الزينة الجديدة، مدفوعا بعدم الاكتراث للإنفاق على مظاهر فرح أو بهجة في ظل ما تشهده غزة وفلسطين من حرب وحشية.
ويزيد ذلك وفقا لعايش الظروف الاقتصادية للمستهلكين عموما، ما يجعل الإنفاق على الترفيه ليس في سلم أولوياتهم مقابل الحاجة للانفاق على الاساسيات وتحول النمط الاستهلاكي صوب الضروريات.
بدوره، قال ممثل قطاع الكهربائيات في غرفة تجارة الأردن حاتم الزعبي إن الطلب على هذه المستلزمات حاليا ما يزال محدودا، مشيرا إلى أن اليومين أو الثلاث التي تسبق الشهر الفضيل هي التي تحدد الحجم الفعلي للطلب.
وبين الزعبي أن الأسواق توفر معروضا جيدا من هذه السلع وان المخزون منها جيد وبأسعار مناسبة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بيع هذه المستلزمات لا يقتصر على قطاع واحد.